قالت قيادة الفضاء الأمريكية إنه من المتوقع أن تسقط بقايا صاروخ صيني ضخم أطلقته الصين مطلع الأسبوع الجاري، على الأرض في وقت مبكر من الأسبوع المقبل، حسبما نقلته شبكة CNN الأمريكية، الخميس 28 يوليو/تموز 2022.
وتتعقب قيادة الفضاء الأمريكية مسار الصاروخ الصيني، وهو من طراز “لونغ مارش 5 ب”، ويزن 23 طناً، وكان يحمل وحدة المختبر وينتيان من جزيرة هاينان فى الساعة 2:22 بعد الظهر بالتوقيت المحلي، الأحد 24 يوليوز ، بينما رست الوحدة بنجاح بالموقع المداري الصيني.
عقب اكتمال مهمة الصاروخ ذهب في اتجاه غير متحكم فيه نحو الغلاف الجوي للأرض، وليس من الواضح أين سيهبط.
الحادثة تعد الثالثة من نوعها كهبوط غير منضبط تُتَّهم فيه الدولة بعدم التعامل مع الحطام الفضائي بشكل صحيح منذ مرحلة إطلاق الصواريخ.
الكثير من القطع ستصل لسطح الأرض
من جانبه، قال مايكل بايرز، الأستاذ بجامعة كولومبيا البريطانية ومؤلف دراسة حديثة حول مخاطر وقوع ضحايا من الحطام الفضائي: “إنه صاروخ يزن أكثر من 20 طناً. ورغم أنه سوف يتحطم بمجرد دخوله الغلاف الجوي، فالكثير من القطع سوف تصل إلى سطح الأرض، وبعضها كبير جداً”.
وأوضح بايرز أن الحطام الفضائي يشكل خطراً ضئيلاً للغاية على البشر، ولكن من الممكن أن تتسبب الأجزاء الأكبر في ضرر إذا هبطت في مناطق مأهولة.
وقال إنه بسبب الزيادة في النفايات الفضائية، فإن هذه الفرص الصغيرة أصبحت أكثر احتمالاً، خاصةً في جنوب الكرة الأرضية، وفقاً لبحث نُشر في مجلة Nature Astronomy Journal، حيث يزيد احتمال هبوط أجسام الصواريخ في خطوط العرض بثلاث مرات تقريباً، في جاكرتا ودكا ولاغوس، من تلك الموجودة في نيويورك أو بكين أو موسكو.
وقال، عبر البريد الإلكتروني لشبكة “سي إن إن”: “يمكن تجنب هذا الخطر تماماً نظراً لأن التقنيات وتصميمات المهام موجودة الآن، ويمكن أن توفر عمليات إعادة دخول خاضعة للرقابة (عادةً في مناطق نائية من المحيطات) بدلاً من دخولها بشكل عشوائي”.
بدوره، قال هولجر كراغ، رئيس مكتب الحطام الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، إن أفضل الممارسات الدولية هي إجراء إعادة دخول خاضعة للرقابة، واستهداف جزء بعيد من المحيط، في الحالات التي يكون فيها خطر الإصابات مرتفعاً للغاية.
وأضاف أن منطقة عودة الصاروخ اقتصرت جغرافياً بين خطي عرض 41 درجة جنوباً و41 درجة شمال خط الاستواء.
أمريكا تتعقب مسار الصاروخ
بينما قالت قيادة الفضاء الأمريكية إنها ستتتبع سقوط الصاروخ الصيني على الأرض، وفقاً لمتحدث باسمها.
وقال المتحدث إنه بناءً على الظروف الجوية المتغيرة، فإن نقطة الدخول الدقيقة للصاروخ إلى الغلاف الجوي للأرض “لا يمكن تحديدها إلا في غضون ساعات من عودتها”، لكن من المقدر أن تدخل الغلاف الجوي للأرض مرة أخرى في الأول من أغسطس/آب.
وسيوفر سرب الدفاع الفضائي الثامن عشر، وهو جزء من الجيش الأمريكي يتتبع عمليات إعادة الدخول، تحديثات يومية عن موقع الصاروخ.
وقال جوناثان ماكدويل، عالم الفلك في مركز هارفارد سميثسونيان للفيزياء الفلكية، إن الحطام الفضائي الذي يزيد وزنه عن 2.2 طن يُنقَل عادةً إلى موقع محدد في أول مدار له حول الأرض.
مضيفاً أن “النقطة المهمة هي أن الصواريخ عادة لا تُطلَق في المدار دون نظام تحكم نشط”.
وقال ماكدويل لشبكة “سي إن إن” إنه “مع عدم وجود نظام تحكم نشط، وعدم وجود محرك يمكن إعادة تشغيله لإعادته إلى الأرض… فإنه يتدحرج في مداره ثم يحترق في النهاية بسبب الاحتكاك مع الغلاف الجوي”.