هنا جماعة بركين التي تبعد عن مدينة جرسيف ب90 كلم …الجبال أنيقة ملتحفة ببياض الثلوج كأنثى أطلسية شامخة لا تملك أمامها سوى الخضوع والخشوع أمام عظمة المكان ،و ما يفسد هدوءه سوى صوت عجلات السيارات على هذه الطرقات الملتوية، ولا تزيدك رائحة أشجار الصنوبر البري إلا تقديسا للمكان.
كلما تقدمت الطريق في الجبال أكثر كلما إشتد البرد و إشتدت وعورة المسلك.
في أعالي الجبال المجاورة للأطلس، ما إن يدنو فصل الشتاء، حتى يضع الأهالي أياديهم على قلوبهم.. لما يعني لهم ذلك من قساوة الطبيعة و بؤس العيش بسبب حصار الثلوج.
في مقالنا هذا نسلط الضوء على جزء من المعاناة التي يقاسيها هؤلاء خلال موسم الشتاء
نفسها المعاناة تتكرر في كل الدواوير الموجودة في أعالي الجبال، فمع انخفاض درجات الحرارة، تتجمد الحياة بهذه المناطق، لكن ساكنتها تتحدى قساوة الطبيعة وصعوبة التضاريس.
في هاته المناطق، ثمة عزلة قاتلة فرضتها صعوبة المسالك، وهي صعوبات لا يقاسي بسببها السكان فقط، وإنما حتى البهائم والماشية، التي تعتبر المورد الوحيد لدخل غالبية الأسر هنا، تعاني بسبب قلة الأعلاف أثناء موسم حصار الثلوج.
معاناة سكان الجبال تتعمق أيضا بسبب قلة حطب التدفئة، الذي ترتفع أسعاره كلما قست وطأة البرد الشديد، إلى درجة معها حزمة حطب أهم من وجبة طعام، من أجل بث قليل من الدفء في بيوتهم الطينية، التي لا تقيهم من برودة الطقس، حين تنخفض درجة الحرارة إلى ما دون الصفر.
هنا… بجماعة بركين و الدواوير التابعة لها تتشبت الساكنة ببصيص أمل …. ساكنة تعيش بقليل من الأمل و كثير من الألم …