“من الرواية إلى السينما” | فيلم “جبل موسى” للمخرج “إدريس المريني” يعرض بوجدة

ياسين بن رمضان19 أبريل 2025Last Update :
صورة | جرسيف زووم
صورة | جرسيف زووم
إدارة الجريدة | جرسيف

إحتضن مسرح محمد السادس بوجدة أمس الجمعة في إطار فعاليات “سينما الخميس ” من تنظيم جمعية “سيني مغرب “عرضا للفيلم “جبل موسى” للمخرج “إدريس لمريني” والمقتبس من رواية للكاتب “عبد الرحيم بهير” والتي تحمل نفس الإسم.

 

يعد “جبل موسى” الفيلم الذي أخرجه إدريس المريني وكتبه عبدالرحيم بهير من بين الأعمال السينمائية البارزة في تاريخ السينما المغربية، حيث يقدم هذا العمل تجربة سينمائية استثنائية تجمع بين جماليات الطبيعة والأبعاد الروحانية والإنسانية.

يروي الفيلم قصة “مروان”، شاب صغير يعاني فقدان القدرة على الكلام ويكون مقيدًا بكرسي متحرك. يقرر “مروان” أن يختار العيش بعيدًا عن العالم الخارجي ويعيش حياة منعزلة.

في هذا الانعزال يبدأ في مواجهة شياطينه الداخلية وينغمس في عوالمه الخاصة. وفي الفيلم يمر البطل “حكيم” بتجربة درامية تؤثر في ثقته وذوقه في الحياة. يشعر بالغضب والاستياء تجاه العالم من حوله، باستثناء وجود أمه الوحيدة واهتماماته العميقة بالفلسفة والأفكار الصوفية، وحبه الشديد للموسيقى الكلاسيكية التي تدفعه نحو تساؤلات مهمة حول معنى الوجود والإيمان والحب والمأساة.

“حكيم” يجد نفسه محاطًا بأسئلة عميقة حول مفهوم الخلق والخالق والعلاقات الإنسانية ويشعر بالوفاء في قلبه، لكنه في الوقت ذاته يتعرض لصدمة الخيانة التي تجعله يبتعد عن التواصل مع الآخرين ويصبح عدوانيًا تجاه ذاته.

مع ذلك، يأتي لقاؤه مع “مروان”، أستاذ الفلسفة، ليغير مجرى حياته تمامًا إذ يظهر هذا الأستاذ كشخصية مختلفة تمامًا عن البطل، حيث يسعى إلى الاستقرار الاجتماعي ولا يظهر لديه اهتمام فلسفي بارز.

هذا اللقاء يساعد “حكيم” على استعادة صفاء ذهنه ويقين قلبه وروحه، ويعيد إشعال شغفه بالحياة والبحث عن الجوانب الجميلة والإيجابية في العالم من حوله.

 في الرواية، ويشكل جزءًا لا يتجزأ من هذا العالم السردي المميز، حيث تتناغم شخصيته مع البنية المعمارية الفريدة للفيلا لتوفير تجربة قراءة غنية بالعواطف والتفاصيل.

في الحقيقة، تتغير الظروف والمواقف أمامنا تمامًا كما تتغير شخصياتنا، حيث أن الأفراد الذين يبدأون رحلتهم لن يظلوا هم أنفسهم عندما ينهونها، إذ يمكن مشاهدة هذا الجانب من التطور في الرموز والصور التي تجسد تحول “حكيم” وتأثير “مروان”.

 

عندما نشاهد “حكيم” وهو يعيد تعيين الساعة، يمكن تفسير ذلك على أنه نهاية لحقبة الاستقرار بالنسبة إليه مما يشير إلى أنه بدأ يجد طريقه نحو التغيير وتحسين وضعه في الحياة، كما يظهر تأثير العلاقات الإنسانية على تطور الأفراد أيضًا من خلال تأثر “مروان” بفضل تواصله مع “حكيم”.

المشهد الذي يختتم الفيلم بالشخصيتين وهما يلعبان لعبة مرحة يمكن فهمه كرمز للتواصل الإيجابي والتفاهم الحقيقي بين البشر، وكذلك رمز للسعادة والانسجام الذي يمكن أن يأتي بهما التواصل الإنساني.

عندما تتحرك الكاميرا بحركة رأسية نحو السماء في نهاية الأمر، يمكن تفسيرها على أنها رمز للبحث عن الحقيقة والروحانية، مما يفتح الباب أمام الانصهار في الوجود الإلهي.

يمكن أن نقول إن الممثلين والممثلات في هذا الفيلم قدموا أداء استثنائيا، حيث شارك فيه السعدية أزكون، يونس بواب، سهام أسيف، عبدالنبي البنيوي، حسن فولان، عمر عزوزي، هاجر بوزاويت، عبداللطيف الشكرة، وفايزة يحياوي وقد جسدوا شخصياتهم بشكل ممتاز، إذ أن أداءهم الاستثنائي كان أحد العوامل الرئيسية وراء نجاح هذا العمل السينمائي.

و قد تلى عرض الفيلم عقد لقاء مفتوح مع مخرج الفيلم “إدريس لمريني” مع الجمهور الحاضر بغاية مناقشة الفيلم وأحداثه.
https://youtu.be/V-nARGATY0c?si=VTKVTw-DKP6m84fh
Breaking News

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept