في قلب إقليم جرسيف، وبالتحديد بجماعة بركين حيث تعانق الجبالُ السماءَ في مشهد مهيب، استيقظت المناطق الجبلية على منظر خلاب، مساحات شاسعة تكسوها الثلوج كأنها لوحة بيضاء رسمتها الطبيعة بدقة وإتقان، لكن خلف هذا الجمال الساحر يلوح شبح برد قارس يضرب المنطقة بلا هوادة ويجعل من الصقيع سيد الموقف.
يئن السكان في صمت تحت وطأة هذا البرد الذي يخترق العظام، فيما تسابق الجهات المسؤولة، كل حسب اختصاصاته، الزمن لضمان سلامة الجميع، مع تعبئة شاملة للموارد البشرية واللوجستية لمجابهة هذه الظروف القاسية.
ككل سنة تكون فرق التدخل السريع مجهزة بالآليات الثقيلة على أتم الإستعداد للتحرك لفتح الطرق بفعل الثلوج في حال إنقطاعها بفعل الثلوج.
“البرد هنا ليس مجرد برد، بل هو عدو صامت”، هكذا لسان حال الساكنة بدواوير جماعة بركين، حيث تتحول الحياة في المنطقة إلى معركة يومية مع البرد، حيث تتجمد الأنفاس في الهواء.
في هذه الفترة من السنة ، لا تهدأ حركة المسؤولين في الإقليم، إذ “تعقد الاجتماعات على مدار الساعة؛ كل لقاء هو محاولة لفك طلاسم هذا الطقس القاسي ، بحيث تظل الجهات الوصية في حالة تأهب قصوى.
و مع تهاطل أولى التساقطات الثلجية لهذه السنة بجماعتي الصباب و بركين ، تتهيئ الجهات الوصية للتعامل مع أي طارئ كالطرق التي قد تغلق في أي لحظة، والمنازل التي قد تصبح معزولة، بغاية التدخل في أي وقت ”.
مرتفعات جماعة بركين ، المنطقة التي تجمع بين سحر الطبيعة وقسوتها، تظل شامخة رغم كل التحديات، بين البياض الناصع والبرد القارس تتجلى قصص الصمود والأمل، حيث يتحد سكان الجبال مع السلطات لمواجهة هذا الشتاء الصعب، في انتظار شمس الربيع.