يبدو أن نظام العسكر بالجزائر بعد أن أحرق جميع أوراقه للتغطية على أزماته الداخلية وتدهور الوضع الاقتصادي الداخلي ، وجه بوصلته هذه المرة صوب وسائل اعلام لم ترتكب جرما سوى أنها انتقدت بموضوعية سياسة الكابرانات ولخصت دكتاتوريتهم التي تفتقت عنها قرارات كان آخرها قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب.
مناسبة الحديث، الهجوم الشرس الذي شنته وكالة الأنباء الجزائرية ضد المجلة الأسبوعية الفرنسية “جون أفريك” بسبب تحليلها للقطيعة الدبلوماسية أحادية الجانب التي أقرها النظام العسكري جزائري ضد المغرب.
الوكالة الرسمية للجزائر اتهمت مدير نشر الاسبوعية الفرنسية بالعمالة للمغرب قائلة : “أصبحت المجلة الأسبوعية جون أفريك (Jeune Afrique) رهن إشارة النظام المغربي أكثر من أي وقت مضى، إذ بين قطع العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب الكيفية التي أضحت بها “الصحافة المتواطئة” قاعدة لدى مسؤولي هذه المجلة”.
المجلة الفرنسية قالت أن السلطات الجزائرية لجأت، تحت وطأة انتقادات داخلية شديدة، إلى تحويل الأنظار بقرارها أحادي الجانب قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، مشيرة الى أن “السلطات الجزائرية، التي تعرضت لانتقادات شديدة داخليا بسبب سوء تدبيرها لحرائق الغابات التي دمرت جزءا من البلاد وأجبرتها على طلب المساعدة من المستعمر السابق (…)، استنجدت بنزعتها الكلاسيكية لتحويل الأنظار التي تلجأ لها في مثل هذه الظروف”.
المقال الذي تسبب ألجم العسكر تساءل فيه كاتبه عما إذا كان وزير الخارجية رمطان لعمامرة “رجل اطفاء أم مفتعل حرائق؟” بعد اتخاذ قرار قطع العلاقات مع المغرب على خلفية مبررات واهية.