عاشت منطقة بنسودة بمدينة فاس، ليلة الثلاثاء، لحظات عصيبة عقب انهيار عمارتين سكنيتين بحي المسيرة، في حادث مأساوي حوّل أجواء احتفال عائلي إلى فوضى وصدمة كبيرة لدى الساكنة، بعدما سقطت البنايتان بشكل متتالٍ خلال دقائق معدودة.
ووفق المعطيات الأولية، فإن العمارتين كانتا تتجاوزان العلو المسموح به في الرخصة الأصلية، التي خُصصت لطابق أرضي وطابقين فقط، بينما كشفت المعاينات وجود أربعة إلى خمسة طوابق مشيّدة فعلياً، وسط مؤشرات سابقة للخطر لم تُواجه بالتدخل المطلوب.
عدد من سكان الحي أكدوا أن بوادر الانهيار بدأت منذ أشهر، بعدما ظهرت تشققات في الجدران، إلى جانب ميلٍ واضح في الهيكل العام للمبنى.
كما تحدث أصحاب محالّ في الطابق الأرضي عن صعوبة إغلاق الأبواب بسبب انحراف الأساسات، ما دفع البعض إلى قصّها لتتلاءم مع الإطار المائل، في تنبيه لم يلقَ الاستجابة اللازمة.
وانهارت العمارة الأولى قبل منتصف الليل بقليل، قبل أن تلتحق بها العمارة الثانية بعد لحظات، في وقت كان فيه عدد من النساء والأطفال داخل إحدى الشقق التي كانت تحتضن حفل عقيقة، ما زاد من فداحة الحصيلة.
وبحسب آخر الأرقام، بلغ عدد الضحايا 38 شخصاً، بينهم 22 وفاة و16 مصاباً نُقلوا إلى المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني، فيما تواصل فرق الإنقاذ عمليات البحث تحت الأنقاض، وسط تعزيزات كبيرة للوقاية المدنية وإخلاءٍ كامل لمحيط الحادث خشية وقوع انهيارات إضافية.
وفي سياق متصل، أعلن وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بفاس عن فتح تحقيق تحت إشراف النيابة العامة، من أجل تحديد ظروف وملابسات الحادث، وترتيب المسؤوليات القانونية المرتبطة بالخروقات العمرانية المحتملة.
من جانبه، قال أحد أعضاء المجلس الجماعي إن الفاجعة “كانت نتيجة تراكمات وإهمال مزمن”، متسائلاً عن كيفية تشييد طوابق إضافية مخالفة للقانون على مقربة من المصلحة الإدارية دون أن يتم تدارك الوضع قبل وقوع الكارثة.










































