احتضنت المقهى الثقافي 24 بمدينة جرسيف، مساء اليوم، حفل توقيع الإصدار الجديد للكاتب والصحفي محمد الأمين أزروال، المعنون بـ“الاستثناء المغربي”، في أمسية أدبية نظمت احتفاءً بالذكرى العاشرة لتأسيس شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب، وبشراكة مع مركز الشرق للدراسات والأبحاث.
وعرف اللقاء حضور عدد من المهتمين بالشأن الثقافي ورواد المقهى، الذين توافدوا للتفاعل مع تجربة الكاتب ومناقشة أحدث أعماله الفكرية. واستهلت الأمسية بكلمة للدكتور محمد الحسني بوزيان قدّم فيها قراءة تعريفية في مسار محمد الأمين أزروال، متوقفاً عند محطاته المهنية وإسهاماته في الحقل الإعلامي والسياسي.
وتلت كلمة بوزيان قراءة نقدية ألقتها الأستاذة حنان إعبيش، تناولت من خلالها بنية الكتاب ومضامينه الأساسية، مسلطةً الضوء على الخلفيات الفكرية التي حكمت كتابة “الاستثناء المغربي”، وما يطرحه من مقاربات تحليلية لمسار التحولات التي عرفها المغرب خلال العقود الأخيرة.
وحظي اللقاء الثقافي بإقبال لافت من جمهور المدينة، حيث شهد الحفل نقاشاً مفتوحاً حول مضامين الكتاب، وتفاعلاً مع آراء الكاتب وأفكاره، في أجواء طبعتها الحيوية والرغبة في تبادل وجهات النظر حول أسئلة الإصلاح والتحديث التي يلامسها الإصدار.
واختُتمت الأمسية بحفل توقيع النسخ، وسط تفاعل كبير من القراء الذين حرصوا على الحصول على نسخة موقعة من المؤلف، مع تبادل عبارات التقدير بينه وبين الحاضرين.
ويُعدّ محمد الأمين أزروال واحداً من أبرز الأقلام الصحفية المغربية التي بصمت على تحليل الشأن الوطني، إذ راكم مساراً ممتداً في الكتابة والتوثيق، عبر عدد من المؤلفات البارزة، من بينها سيرته الذاتية “سنوات التحرير” التي استعاد فيها ذاكرة لحظة الاستقلال، وكتاب “رجال حول الملك” الذي تناول فيه شخصيات كان لها أثر في صياغة تاريخ المغرب الحديث.
ويأتي كتابه الجديد “الاستثناء المغربي” استكمالاً لهذا المسار التحليلي الذي رسّخ مكانته في المشهد الفكري الوطني.
وتندرج هذه الأمسية ضمن سلسلة مبادرات دأب المقهى الثقافي 24 على تنظيمها، بهدف تنشيط الحياة الثقافية بمدينة جرسيف وفتح جسور اللقاء بين المبدعين وجمهور القراءة، في إطار رؤية تروم تعزيز حضور الثقافة في الفضاء العمومي وإتاحتها لأوسع شريحة من المتلقين.
