في وقت تتجمل فيه بعض المدارس، استعدادا لدخول نادي “مدارس الريادة”، تتساقط أسقف أخرى على رؤوس التلاميذ، كما حدث، أخيرا، بثانوية حاسي بركان، بالمديرية الإقليمية للناظور.
وأفادت جريدة “الصباح” أن تلميذة تتابع دراستها بالمستوى الثانوي الإعدادي بالناظور، حملت على عجل على متن سيارة إسعاف إلى قسم المستعجلات، متأثرة بإصابة بالغة، تسبب فيها انهيار جزء من سقف الفصل الدراسي.
وأثار الحادث هلعا وسط التلاميذ والأطر التربوية بالمؤسسة، كما أن المدير الإقليمي حل رفقة فريق من المديرية بمكان الحادث، الأمر نفسه بالنسبة إلى السلطات المحلية، من أجل الوقوف على حقيقة ما وقع، إضافة إلى زيارة التلميذة المصابة بالمستشفى، من أجل الاطمئنان على وضعها الصحي.
ومن المرتقب أن يتم فتح تحقيق في الحادث، من أجل تحديد المسؤوليات، خاصة أن هناك شبهة تلاعب في عملية البناء، سيما أن الجزء المنهار يظهر علامات الغش، إذ تبين أنه غير مرتبط بباقي هياكل السقف.
وسيورط هذا الانهيار المقاول المشرف على عملية البناء، بسبب أن البناية حديثة البناء نسبيا، ولا تدخل ضمن البنايات القديمة، الموضوعة في خانة الترميم أو إعادة البناء، إذ لم يمر عليها أزيد من عقد من الزمن.
وأعاد الحادث النقاش من جديد حول وضعية البنيات التحتية في قطاع التعليم، واختلالات الصفقات والغش في مواد البناء، وعدم حرص لجان المراقبة على التدقيق والتمحيص في جودة المواد المستعملة، بسبب أن البناية لا تعود لملكية شخص معين، وأن صمودها لمدة طويلة ليس من شأن تلك اللجان.
ويسلط الحادث أيضا الضوء على الإصلاحات التي تقوم بها الوزارة في القطاع في الفترة الأخيرة، ومنطق السرعتين الذي يعانيه قطاع التربية والتكوين، إذ هناك مؤسسات نموذجية في القطاع العام، يستفيد تلاميذها من أحدث التجهيزات وطرق التدريس والأنشطة الموازية، في حين تعاني مدارس أخرى مشاكل بدائية، من قبيل غياب النوافذ أو تساقط أجزاء من السور أو عدم وجوده أصلا، وغياب دورات المياه وصنابير الماء الصالح للشرب وساحات ممارسة الرياضة.