كشفت نتائج دراسة استطلاعية أجرتها شبكة “أفروبارومتر” المتخصصة في استطلاعات الرأي في القارة الإفريقية أن 84 في المائة من المواطنين المغاربة لا يتسامحون ومتعصبون ضد المثليين، مشيرا إلى ارتفاع نسبة المغاربة الرافضين لوجود “الشواذ” في مجتمعهم ومحيطهم بواقع نقطتين ما بين عامي 2015 و2023.
وسجلت بيانات الشبكة سالفة الذكر أن مواطني كل من أوغندا وسيراليون والنيجر يتربعون على عرش المواطنين الأفارقة الرافضين لما يسمى “مجتمع الميم”، بواقع 94 في المائة منهم، في وقت وصل متوسط رفض مثليي الجنس إلى 74 في المائة في عموم الدول الـ39 المشمولة بالدراسة؛ بينما كان مواطنو كل من الرأس الأخضر وجنوب إفريقيا من أكثر المواطنين المتقبلين لهؤلاء الأشخاص.
في سياق آخر أكد 22 في المائة فقط من المغاربة المستطلعة آراؤهم أنهم “غير متسامحين” مع الأجانب، إذ كشفت أرقام “أفروبارومتر” أن 73 في المائة من مواطني دول شمال إفريقيا متسامحون مع وجود الأجانب في مجتمعهم، بينما عبر 61 في المائة من مواطني هذه الدول عن تقبلهم لوجود أشخاص من ديانات مختلفة في محيطهم الاجتماعي، غير أنهم لا يتقبلون المثلية التي صرح 17 في المائة منهم فقط بقبولها.
وفي ما يتعلق بمستوى الثقة بين المواطنين من أبناء البلد الواحد أشارت المعطيات ذاتها إلى أن 48 في المائة من المغاربة أكدوا أنهم يثقون في مواطنيهم، في وقت وصلت نسبة الثقة بين المواطنين في كل من مالي وتنزانيا إلى 87 و86 في المائة على التوالي؛ بينما سُجلت أدنى مؤشرات الثقة بين المواطنين في “ساو تومي وبرينسيب”، وفي السودان وأنغولا.
وتفاعلا مع سؤال يتعلق بالهوية الوطنية مقابل الهوية العرقية لفتت الأرقام إلى أن 56 في المائة من المغاربة أكدوا أنهم يقدرون الهوية الوطنية أكثر من نظيرتها العرقية، فيما صرح 6 في المائة منهم عكس ذلك؛ بينما دفع 35 في المائة منهم بتساوي الهويتين الوطنية والعرقية، مشيرة إلى أن 13 في المائة فقط من الأفارقة في الدول المشمولة بالدراسة مجتمعة يشعرون بارتباطهم الكبير بهويتهم العرقية أكثر من الوطنية.
وفي المتوسط سجلت نتائج الاستطلاع سالف الذكر أن 89 في المائة من الأفارقة المستطلعة آراؤهم عبروا عن مواقف متسامحة مع الأشخاص من أعراق مختلفة، و85 في المائة منهم عبروا عن مواقف مماثلة تجاه الأشخاص المنتمين إلى ديانات مختلفة؛ بينما يقول أقل من ربعهم فقط الأمر نفسه عن ذوي الميولات الجنسية المختلفة.