ذكرى استرجاع وادي الذهب | هكذا أفشل الحسن الثاني تحالفا بين البوليساريو وموريتانيا

ياسين بن رمضان13 أغسطس 2024Last Update :
A bulldozer passes by a hilltop manned by Moroccan soldiers on a road between Morocco and Mauritania in Guerguerat located in the Western Sahara, on November 23, 2020, after the intervention of the royal Moroccan armed forces in the area. - Morocco in early November accused the Polisario Front of blocking the key highway for trade with the rest of Africa, and launched a military operation to reopen it. (Photo by Fadel SENNA / AFP) (Photo by FADEL SENNA/AFP via Getty Images)
A bulldozer passes by a hilltop manned by Moroccan soldiers on a road between Morocco and Mauritania in Guerguerat located in the Western Sahara, on November 23, 2020, after the intervention of the royal Moroccan armed forces in the area. - Morocco in early November accused the Polisario Front of blocking the key highway for trade with the rest of Africa, and launched a military operation to reopen it. (Photo by Fadel SENNA / AFP) (Photo by FADEL SENNA/AFP via Getty Images)
نجوى القاسمي | جرسيف زووم

يحيي الشعب المغربي ومعه أسـرة المقاومة وجيش التحرير، غدا الثلاثاء ، الذكرى الـ 45 لاسترجاع إقليم وادي الذهب من الاحتلال الإسباني، وهو حدث تاريخي بارز في مسار استكمال استقلال المغرب وتحقيق وحدته الترابية.

تأتي هذه الذكرى في ظل أجواء من الحماس الوطني والتعبئة المستمرة للحفاظ على الوحدة الترابية للمملكة

في 14 غشت 1979، قدم وفد من علماء ووجهاء وأعيان وشيوخ قبائل وادي الذهب، بين يدي الملك الراحل الحسن الثاني، نص البيعة، مؤكدين على ارتباطهم الوثيق بالمغرب ووحدته الترابية. كان هذا الحدث ضربة قاسية لخصوم المملكة، حيث أعلن أبناء القبائل الصحراوية تأييدهم الكامل للمغرب. 

في تلك المناسبة التاريخية، خاطب الملك الراحل الحسن الثاني أبناء القبائل الصحراوية قائلا: “إننا تلقينا منكم اليوم البيعة، وسوف نرعاها ونحتضنها كأثمن وأغلى وديعة. فمنذ اليوم، بيعتنا في أعناقكم، ومنذ اليوم من واجباتنا الذود عن سلامتكم والحفاظ على أمنكم والسعي دوماً إلى إسعادكم. وإننا لنشكر الله سبحانه وتعالى أغلى شكر وأغزر حمد على أن أتم نعمته علينا فألحق الجنوب بالشمال ووصل الرحم وربط الأواصر

تجسد هذه الذكرى عمق الروابط بين مختلف مناطق المملكة وأهمية الوحدة الوطنية في مواجهة التحديات، وتظل محطة فخر واعتزاز لجميع المغاربة في مسيرة بلدهم نحو مستقبل مشرق

ماذا حدث قبل 14 غشت ؟
في الرابع عشر نونبر  1975، وقعت كل من إسبانيا، المغرب، وموريتانيا اتفاقا ثلاثيا في مدريد، هدفه الرئيسي كان تمهيد الطريق لخروج إسبانيا من إقليم الصحراء وتوزيعها بين المغرب وموريتانيا. بموجب هذا الاتفاق، كان من المقرر أن تحصل المغرب على إقليم الساقية الحمراء، بينما تؤول منطقة وادي الذهب إلى موريتانيا.
 
ومع ذلك، وبعد مرور سنوات قليلة على توقيع الاتفاق، واجه المغرب تحديات غير متوقعة. في العاشر من يوليوز 1978، شهدت موريتانيا انقلابا عسكريا أطاح بالرئيس المختار ولد داداه، الذي كان حليفا قويا للمغرب. أصبح قائد أركان الجيش الموريتاني، المصطفى بن محمد السالك، رئيسا جديدا للبلاد، وقرر النظام الجديد في نواكشوط التنصل من التزامات موريتانيا السابقة بموجب اتفاق مدريد.

هذا التحول في السياسة الموريتانية تزامن مع تصاعد النزاع العسكري بين موريتانيا وجبهة البوليساريو، المدعومة بقوة من الجزائر. وفي خضم هذه التطورات، دخلت نواكشوط في مصالحة مع جبهة البوليساريو، التي استغلت الوضع وأعلنت هدنة من جانب واحد مع موريتانيا. وسرعان ما تدخلت الجزائر لرعاية مفاوضات بين الجانبين، والتي أفضت إلى توقيع اتفاق سلام في الثالث والرابع من غشت 1979، أعلن فيه رسميا انسحاب موريتانيا من اتفاقية مدريد.

في أعقاب هذا الاتفاق، أمرت القيادة الموريتانية قواتها بالانسحاب من إقليم وادي الذهب، تاركة المجال مفتوحا لميليشيات البوليساريو للسيطرة عليه. وأمام هذا الوضع المستجد، لم يكن أمام المغرب خيار سوى التحرك سريعا. وبالفعل، أصدر الملك الحسن الثاني أوامره للقوات المسلحة الملكية بالدخول إلى إقليم وادي الذهب، وذلك لإفشال مخطط البوليساريو وحليفتها الجزائر، مؤكدا سيادة المغرب على الإقليم

Breaking News

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept