أفادت مصادر إعلامية متطابقة أن 14 إماما كانوا ضمن بعثة الأئمة والمرشدين، التي أرسلتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى أوروبا خلال شهر رمضان الأخير، قرروا المكوث بأوروبا بطريقة غير قانونية، والتخلي عن فكرة العودة إلى المغرب بعد انتهاء مهمتهم الدينية.
وكشفت ذات المصادر أن هذه المجموعة ضمت 6 أئمة بفرنسا، من بينهم (ر.ع) الذي أَمَّ المصلين بالمسجد الكبير بمدينة ستراسبورغ، و4 بألمانيا، و2 ببلجيكا، و2 بهولندا.
وأضافت ذات المصادر، أنه “على غير العادة، هذه السنة، قامت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بحجز تذكرة العودة لهؤلاء الأئمة مجتمعين من مطار شارل دوغول بفرنسا، عوض حجز تذكرة العودة الخاصة بكل مجموعة انطلاقا من مطار البلد المستضيف، وهو ما استغله هؤلاء الأئمة الذين قرروا الفرار والبقاء هناك “.
وجرت العادة، أن الجهات المستقبلة للأئمة في الخارج خلال شهر رمضان، سواء جمعيات أو هيئات، هي التي تتولى مسؤولية هؤلاء الأئمة باستقبالهم منذ أول يوم، وحتى لحظة عودتهم إلى أرض الوطن من خلال الحرص على إيصالهم إلى باب المطار، غير أن قرار حجز تذكرة عودتهم مجتمعين من مطار دوغول في باريس، استغله هؤلاء الأئمة الذي فضلوا البقاء هناك بطريقة غير شرعية”.
وأوفدت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، هذه السنة بعثة دينية تتألف من 24 واعظا و19 واعظة فضلا عن 321 من المشفعين (أئمة خلال شهر رمضان)، مكلفين بتأطير أفراد الجالية المغربية بالخارج خلال شهر رمضان، وذلك بهدف تلبية طلباتهم في مجال الإرشاد الديني.
وأفادت معطيات الميزانية الفرعية لوزرة الأوقاف والشؤوون الإسلامية، لهذه السنة، أن تكلفة نقل الأئمة المغاربة المبتعثين إلى الخارج خلال شهر رمضان ومكفآتهم، بلغت مليار و300 مليون سنتيم.
ويحصل الأئمة المبتعثين إلى الخارج حسب ما أفاد أحدهم على مكافآت مالية، إضافة إلى ثمن تذكرة الطائرة، وهي المكافآت المالية التي تختلف حسب نفس المصدر بين أئمة مبتعثين للدول الأوروبية وأئمة مبتعثين للدول الإفريقية جنوب الصحراء، حيث تحصل الفئة الأولى على ثمن الطائرة إضافة إلى تعويض يقدر بألف درهم عن كل يوم، في حين تحصل الفئة الثانية إضافة إلى ثمن الطائرة على مبلغ ألفي دولار لتغطية مصاريف الإقامة و3 آلاف دولار حين عودتهم إلى أرض الوطن.
وسبق لوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، أن قال إن ابتعاث الأئمة المغاربة للخارج، يدخل ضمن مخصصات وزارته للتأطير الديني للجالية المغربية المقيمة بالخارج، والتي تبلغ ميزانيتها مليارين و200 مليون سنتيم المرصودة لهذا الغرض.
يشار إلى أن الوزارة كانت أشرفت على إيفاد 375 واعظا وواعظة ومشفعا إلى 6 دول أوروبية خلال العام الماضي، وكلفت هذه العملية مبلغ 13.4مليون درهم، وخصصت دعما ماليا قدره107 مليون درهم للجمعيات المهتمة بالتأطير الديني للجالية المغربية بعدد من الدول الأوربية.
وتدافع الوزارة على حصيلتها في التأطير الديني للمغاربة بالخارج، مشددة على أن هذه الجهود تهدف إلى تمنيع أفرادها من كل أشكال التطرف والاغتراب الهوياتي وربطهم بالمقومات الدينية والوطنية، وأداة إشاعة الثوابت الدينية والوطنية، وذلك من خلال تنظيم أنشطة علمية وتواصلية وتكوينية وإرشادية.