في الوقت الذي التزمت الجزائر الصمت بشأن قرار مجلس الأمن الدولي حول الصحراء، مكتفية بإعلان رفضها الجلوس على طاولة المفاوضات، خرجت جبهة البوليساريو لتعبر عن قلقها من مضامين القرار الأممي الأخير، الذي وصفته بـ”غير المسبوق والخطير”.
وفي أول تفاعل رسمي مع مضامين قرار مجلس الأمن حول الصحراء، قالت جبهة البوليساريو بنبرة تهديد إن القرار الأممي يشكل “نكسة خطيرة” ستكون لها آثار بالغة على السلم في المنطقة برمتها.
وهددت الجبهة باستمرار خرق اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدة أنها “ترفض رفضا قاطعا التقاعس والصمت المؤسف لمجلس الأمن، وخاصة بعض الأعضاء المؤثرين، واللذين يتجليان في نص وروح قراره الجديد الذي يعد نكسة خطيرة ستكون لها آثار بالغة على السلم والاستقرار في المنطقة برمتها”.
وبلغة التهديد ذاتها، واصلت الجبهة التأكيد على أن “الشعب الصحراوي” لم يبق “أمامه اليوم خيار آخر سوى مواصلة وتصعيد كفاحه المسلح المشروع للدفاع عن سيادة وطنه وضمان ممارسة حقه غير القابل للتصرف وغير القابل للمساومة في تقرير المصير والاستقلال”.
وأضافت أنها ستعمل على اتخاذ خطوات عملية فيما يتعلق بمشاركتها في “العملية السياسية”، وكذلك تواجد وعمل المراقبين العسكريين التابعين لـ”المينورسو” المنتشرين في الصحراء.
وتعليقا على ذلك، قال البشير الدخيل، القيادي السابق بجبهة البوليساريو، إن “قرار مجلس الأمن الدولي شكل صدمة قوية لزعماء الانفصال في الصحراء ولحكام قصر المرداية”، مضيفا أن الجبهة “بمهاجمتها الدول العظمى المشكلة لمجلس الأمن تسحب منها الشرعية الدولية”.
وأوضح الدخيل، الذي يعتبر أحد مهندسي قيام البوليساريو قبل أن يلتحق بأرض الوطن، أن “الجبهة تعاني انقسامات حادة على مستوى القيادة، التي أصبحت تشكو العزلة وقلة الحيلة في ظل تفوق الدبلوماسية المغربية، سواء على مستوى الأمم المتحدة أو على المستويين الجهوي والإقليمي”.