يبدو أن رمطان لعمامرة، وزير الخارجية الجزائرية، الذي تم تعيينه بدعوى إحياء الدبلوماسية المغتالة على يد سياسة العسكر، ليس إلا “بيدقا” في لعبة “الجنرالات”، إذ اتضح أنه كان آخر من يعلم بقرار إغلاق المجال الجوي للبلاد أمام الطيران المدني والعسكري المغربي، بعدما تلقى الخبر عن طريق وسائل الإعلام المحلية، شأنه شأن باقي المواطنين.
وحسب موقع “مغرب أنتيليجونس”، فإن “كبار المسؤولين في القيادة العسكرية للجيش الجزائري، لم يروا من المفيد استشارة العمامرة أو طلب رأيه أو حتى إبلاغه مسبقا قرار وحشي كهذا، بل أقصوا وجوده تماما، واتخذوا قرارا فوريا بغلق المجال الجوي الجزائري أمام الطائرات المغربية، خلال اجتماعهم مع رئيس الدولة، الأربعاء الماضي بالعاصمة”.
وأفاد المصدر ذاته، نقلا عن مصادر مقربة من وزير الخارجية الجزائري، أن العمامرة، الذي كان يستعد لأشغال الدورة 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، “تلقى بصدمة قوية الخبر عبر وسائل الإعلام المحلية، لكنه حرص على إخفاء أدنى علامة من الذعر أو التوتر في الأماكن العمومية”، مؤكدة انزعاجه بشدة للموقف المحرج والحساس الذي وجد نفسه فيه، والذي يضر بمصداقيته، ويضعه في منزلة غير محبذة أمام أعضاء المنتظم الدولي الذي يشارك فيه.
وفي الوقت الذي حرص فيه الدبلوماسي الجزائري على تقديم نفسه أمام محاوريه الأجانب بنيويورك، بصفته وسيطا مسالما ومقتنعا بالحاجة إلى حل الأزمات والتوترات العنيفة في القارة الأفريقية، جاء القرار الديكتاتوري “العدائي” و”المتهور” لمجلس الأمن الجزائري، كي يضعه في خانة “المحارب” الذي يضاعف التهديدات والاعتداءات على المملكة المغربية، وفق المصدر ذاته.