تزامنا مع إعلان جبهة “البوليساريو” الانفصالية بوضوح عن رغبتها في تهريب زعيمها إبراهيم غالي من إسبانيا، لتجنب المساءلة القضائية على خلفية الشكايات الموجهة ضده، وصل إلى إسبانيا عدد من قيادات الجيش الجزائري.
وقالت صحيفة “الإسبانيول” الإسبانية، اليوم الثلاثاء، إن عددا من قيادات الجيش الجزائري، وصل أمس الاثنين، إلى قاعدة “توريخون دي أردوز” العسكرية، على متن طائرة تابعة للقوات الجوية الجزائرية تخصص عادة لنقل الشخصيات.
وبينما أعلنت الجبهة الانفصالية بشكل واضح على لسان سالم البصير، اليد اليمنى لزعيمها، استعدادها لتهريب إبراهيم غالي من المساءلة القضائية، ربطت مصادر إسبانية بين وصول الوفد الجزائري الرفيع، ووجود غالي في أحد المستشفيات الإسبانية.
المغرب استبق الخطوة الانفصالية-الجزائرية، وحذر إسبانيا من مغبة التفكير في تهريب زعيم الجبهة الانفصالية من أراضيها، دون إخضاعه للمحاكمة على خلفية الشكايات الموجهة ضده والاتهامات التي يواجهها بانتهاك حقوق الإنسان والاغتصاب والتعذيب.
وحذرت سفيرة المغرب في مدريد كريمة بنيعيش من أنه في حال اختارت إسبانيا إبعاد زعيم البوليساريو إبراهيم غالي عن أراضيها بالغموض نفسه الذي دخل به؛ فهي تختار تدهور العلاقات مع الرباط، موضحة “أن واقعة غالي اختبار لاستقلال القضاء الإسباني الذي نثق فيه تماما، لكنه أيضا اختبار آخر لمعرفة ما إذا كانت إسبانيا تختار تعزيز علاقاتها مع المغرب أو تفضل التعاون مع أعدائه”.
وأكدت الدبلوماسية المغربية أن الرباط لا تسعى إلى الحصول على امتيازات، وإنما تريد احترام روح الشراكة وتطبيق القانون الإسباني على غالي المتهم بارتكاب “أفعال خطيرة تتعلق بجرائم ضد الإنسانية وانتهاكات لحقوق الإنسان وانتهاكات في حق المرأة”.
من جانبه، قال سالم لبصير، الذراع اليمنى لغالي، في مقابلة حصرية مع صحيفة Okidiario من داخل المستشفى حيث يرقد زعيم البوليساريو “إن رئيسه لن يمثل أمام أي قاض” بشأن التهم الموجهة إليه، وأضاف: “لماذا سيذهب أصلا”، مؤكدا على أن غالي لن يمثل أمام القاضي في فاتح يونيو كما كان مقررا، وأنه “سيغادر المشفى في غضون أسبوعين على أقصى تقدير”، وسيغادر إسبانيا.
تهريب إبراهيم غالي، بمساعدة جزائرية، من شأنه أن بفاقم الأزمة المغربية الإسبانية، في الوقت الذي بدأت جل تصريحات المسؤولين الإسبان، تتجه نحو تهدئة الأوضاع، بينما اقترحت فرنسا لعب دور وسيط لتقريب وجهات النظر بين البلدين في سبيل الخروج من الأزمة.