جرسيف | تعبئة شاملة لمواجهة التقلبات الجوية وفك العزلة عن المناطق الجبلية

ياسين بن رمضان19 ديسمبر 2025آخر تحديث :
صورة | محمد العشوري
صورة | محمد العشوري
إدارة الجريدة | جرسيف

تتواصل بإقليم جرسيف الجهود الميدانية التي تباشرها السلطات المحلية، بتنسيق مع مختلف المصالح المعنية، لمواجهة تداعيات التقلبات الجوية التي شهدها الإقليم خلال الأيام الأخيرة، وذلك عبر حزمة من التدابير الاستباقية والتدخلات العملية الرامية إلى ضمان سلامة المواطنين واستمرارية الخدمات الأساسية، خاصة بجماعة بركين والمناطق المجاورة لها.

وتندرج هذه التحركات في إطار تفعيل توصيات لجنة اليقظة الإقليمية، التي دعت إلى رفع درجة الاستعداد وتعبئة الموارد البشرية واللوجستية الضرورية، مع تعزيز التنسيق بين مختلف المتدخلين، بما يسمح بسرعة ونجاعة التدخل لمواجهة آثار موجة البرد القارس والتساقطات الثلجية التي عرفتها بعض المناطق الجبلية.

وعرفت جماعة بركين، منذ يوم الاثنين الماضي، تساقطات ثلجية تراوح سمكها ما بين 6 و18 سنتيمترا، ما خلف صعوبات في التنقل وانقطاعات مؤقتة ببعض المحاور الطرقية، وهو ما استدعى تدخلات فورية لفك العزلة وتأمين حركة السير، خاصة بالمناطق الأكثر تأثرا.

وفي هذا السياق، شهدت منطقة تامجيلت تدخلات متواصلة مكنت من إعادة فتح الطريق الجهوية رقم 504 الرابطة بين جماعة بركين بإقليم جرسيف وجماعة إيموزار مرموشة بإقليم بولمان، إضافة إلى الطريق الإقليمية رقم 5125 التي تصل تامجيلت بدوار بني بويلول، الأمر الذي أعاد الربط بين عدد من الدواوير والمراكز المجاورة وساهم في تسهيل تنقل الساكنة.

وتتم هذه العمليات في إطار تنسيق محكم بين السلطات المحلية، والمديرية الإقليمية لوزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك بجرسيف، والوقاية المدنية، والدرك الملكي، إلى جانب باقي المصالح المعنية، بما يضمن نجاعة التدخل وسرعة الاستجابة للحاجيات الملحة للساكنة.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد معمري امحمد، رئيس فرقة الصيانة الطرقية وإزاحة الثلوج بالمديرية الإقليمية لوزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك بجرسيف، أن الفرق التقنية ظلت مرابطة ليلا ونهارا لمواجهة موجات البرد والتساقطات الثلجية التي تعرفها منطقة تامجيلت، مشيرا إلى أن الطابع الجبلي للمنطقة يفرض تعبئة دائمة واستعدادا مستمرا للتدخل عند الضرورة.

وأوضح المسؤول ذاته أن فرق الصيانة تمكنت خلال اليومين الماضيين من فتح عدد من المحاور الطرقية الحيوية، مع مواصلة الجهود لفتح الطريق الجهوية الرابطة بين جماعتي بركين وإيموزار مرموشة، مع تسخير آليات كاسحة للثلوج وجرافة في حالة جاهزية تامة، وبتنسيق كامل مع السلطات المحلية والدرك الملكي والوقاية المدنية.

وعلى مستوى القطاع التعليمي، جرى اتخاذ تدابير احترازية همّت تعليق الدراسة يوم 17 دجنبر 2025، حيث أفاد محمد راضي، المكلف بتدبير مجموعة مدارس تامجيلت، بأن هذا القرار جاء استجابة لتعليمات المديرية الإقليمية، وحرصا على سلامة التلاميذ والأطر التربوية في ظل الظروف المناخية الصعبة.

وأضاف المتحدث أن إدارة المؤسسة تسعى إلى توفير شروط ملائمة لاستمرار العملية التعليمية في أجواء آمنة، من خلال تأمين وسائل التدفئة داخل الحجرات الدراسية، بما يساهم في حماية المتعلمين من آثار البرد القارس وضمان الحد الأدنى من ظروف التحصيل الدراسي.

أما على المستوى الصحي، فأكدت حنان خلوفي، الممرضة المساعدة بالمركز الصحي القروي تامجيلت، أن الأطر الصحية تواصل تقديم العلاجات الأساسية للساكنة، إلى جانب تلقيح الأطفال وفق البرنامج الوطني للتلقيح، مع إيلاء عناية خاصة للنساء الحوامل، رغم محدودية الإمكانيات والموارد البشرية المتوفرة.

وبالموازاة مع هذه التدخلات، عبّر عدد من سكان منطقة تامجيلت عن تفاؤلهم بهذه التساقطات الثلجية، التي اعتبروها مؤشرا للخير بالنظر إلى دورها في تغذية الفرشة المائية وتحسين الموسم الفلاحي، مؤكدين استعدادهم لمواجهة هذه الفترة عبر تخزين المواد الغذائية وحطب التدفئة.

كما نوه السكان بالمجهودات التي تبذلها السلطات المحلية، خاصة في ما يتعلق بفتح الطرق وفك العزلة وتقديم الدعم عبر توزيع الأغطية والمواد الغذائية الضرورية، معتبرين أن هذه التعبئة الميدانية تساهم في التخفيف من حدة المعاناة، وتعكس حرص مختلف المتدخلين على صون سلامة المواطنين وضمان شروط العيش الكريم خلال فصل الشتاء.

 

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق