احتضنت مدينة جرسيف، صباح يوم الخميس 27 جمادى الآخرة 1447هـ الموافق لـ18 دجنبر 2025، بقاعة الحفلات بدار الطالب والطالبة، فعاليات ملتقى أهل القرآن بجرسيف، في أجواء علمية وروحية متميزة، وبحضور رسمي ووازن، يتقدمه عامل إقليم جرسيف إلى جانب وفد رسمي، ورؤساء عدد من المجالس العلمية المحلية والجهوية، وممثلي الشأن الديني، وثلة من العلماء والباحثين والمحفظين والمرشدين والطلبة.
وافتُتحت أشغال الملتقى، الذي نظم تحت إشراف المجلس العلمي المحلي بإقليم جرسيف، بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها الاستماع للنشيد الوطني، قبل أن يُلقي رئيس المجلس العلمي المحلي كلمة ترحيبية أبرز فيها مكانة القرآن الكريم في بناء الإنسان المغربي، ودور المجالس العلمية في صيانة الثوابت الدينية وترسيخ قيم الاعتدال والوسطية.
وعرفت الجلسة الأولى إلقاء محاضرة علمية توجيهية، تناول فيها أهمية العناية بأهل القرآن حفظًا وتعليمًا، ودورهم في تحصين المجتمع أخلاقيًا وروحيًا، مع التأكيد على الخصوصية المغربية في تدبير الشأن الديني.
وشكلت لحظة تكريم أهل القرآن إحدى أبرز محطات الملتقى، حيث جرى الاحتفاء بعدد من المحفظين والمحفظات، من بينهم أقدم محفظ بالمجال الحضري، وأقدم محفظ بالمجال القروي، وأقدم محفظة للنساء بالإقليم، إلى جانب امرأة حافظة للقرآن الكريم، وشخصيات أخرى أسدت خدمات جليلة للقرآن الكريم وأهله على مستوى الإقليم.
وخلال الجلسة الثانية، وبعد استراحة شاي، قُدمت ثلاث عروض علمية، استهلها عرض حول “العناية بما جرى به العمل عند المغاربة في تعليم القرآن وحفظه”، ركز على الخصوصيات التربوية والمنهجية التي ميزت التجربة المغربية في هذا المجال. كما تناول العرض الثاني موضوع “محفظ(ة) القرآن والتربية بمشاهد السيرة النبوية”، مبرزًا البعد التربوي والأخلاقي لتحفيظ القرآن. أما العرض الثالث، فسلط الضوء على “الوقف العلمي والنهوض الحضاري”، مبرزًا دوره في دعم العلم والعلماء عبر التاريخ.
واختُتمت أشغال الملتقى برفع الدعاء الصالح، وقراءة برقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى السدة العالية بالله، أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، في تعبير عن التشبث بالثوابت الدينية والوطنية للمملكة المغربية.
ويأتي هذا الملتقى، بحسب المنظمين، في إطار تعزيز العناية بالقرآن الكريم وأهله، وتثمين جهود المحفظين والمحفظات، وترسيخ الأدوار التربوية والعلمية للمجالس العلمية في خدمة الدين والمجتمع.
