اهتزّ إقليم جرادة، أمس الجمعة، على وقع فاجعة إنسانية جديدة، بعدما عثرت السلطات الأمنية على جثث 12 مهاجرا إفريقيا من دول جنوب الصحراء، بمنطقة رأس عصفور التابعة للنفوذ الترابي لجماعة تويسيت، المتاخمة للحدود المغربية الجزائرية.
وأفادت مصادر حقوقية بأن من بين الضحايا مهاجرين ومهاجرات ينحدرون من نيجيريا والكاميرون وغينيا كوناكري، مشيرة إلى أن غالبيتهم ما زالوا مجهولي الهوية، في انتظار استكمال الإجراءات القانونية المعمول بها لتحديد هوياتهم.
وبحسب المعطيات المتوفرة، فقد باشرت مصالح الدرك الملكي بسرية جرادة، التابعة للقيادة الجهوية بوجدة، تحقيقا في الواقعة تحت إشراف النيابة العامة المختصة، قصد الكشف عن ظروف وملابسات الوفاة، مع اتخاذ التدابير اللازمة في مثل هذه الحالات.
ورجّحت المصادر ذاتها أن تكون موجة البرد القارس التي يعرفها إقليم جرادة خلال هذه الفترة، السبب الرئيسي في وفاة المهاجرين، خاصة في ظل الانخفاض الحاد لدرجات الحرارة ليلا، التي تصل في بعض المناطق الجبلية إلى ما دون خمس درجات تحت الصفر.
وفي هذا السياق، أوضح بلاغ صادر عن إحدى الجمعيات الحقوقية، أن نتائج التشريح الطبي الأولية تشير إلى قساوة الطبيعة وشدة البرودة، إضافة إلى الخوف والهلع، وعدم ملاءمة الألبسة التي كان يرتديها الضحايا لمواجهة الظروف المناخية الصعبة، ما يؤدي في حالات عديدة إلى شلل الجسد وفقدان القدرة على الحركة، فضلا عن الانزلاقات الليلية من المرتفعات والسقوط على الصخور.
وأفادت المصادر ذاتها أن جثث الضحايا نُقلت إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي بجرادة، وكذا إلى المستودع البلدي، قبل أن يتم دفن ثمانية منهم بمقبرة مدينة جرادة، في انتظار استكمال باقي الإجراءات المتعلقة بالجثث الأخرى.
وسجلت الجمعية الحقوقية، خلال السنوات الثلاث الماضية، العثور على أزيد من 28 جثة لمهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، إضافة إلى مهاجرين من بنغلادش وباكستان، في المناطق الحدودية نفسها، مبرزة أن عدد ضحايا الهجرة غير النظامية الذين تم العثور على جثثهم منذ سنة 2017 إلى اليوم بمنطقتي رأس عصفور وربان، تجاوز 76 جثة.
وتعيد هذه الفاجعة إلى الواجهة المخاطر المتزايدة التي تحيط بمسارات الهجرة غير النظامية عبر المناطق الجبلية والحدودية، في ظل ظروف طبيعية قاسية، وغياب وسائل الحماية، ما يحول حلم الهجرة إلى مأساة إنسانية متكررة.











































