خيم حزن كبير على مدينتي الناظور والفنيدق عقب الفاجعة المروعة التي شهدتها هذه الأخيرة السبت الماضي، وأسفرت عن مصرع ستة أشخاص، بينهم سائق شاحنة ومرافقه المنحدران من الناظور، في حادث هز مشاعر الرأي العام المحلي والوطني.
وبحسب المعطيات المتوفرة، فإن الشاحنة، التي كانت محملة بمواد للبناء، تعرضت لعطب مفاجئ في نظام الفرامل أثناء نزولها منحدراً داخل مدينة الفنيدق، ما جعل السائق يفقد السيطرة عليها رغم خبرته الطويلة في السياقة. لحظات قليلة تحولت إلى مأساة حقيقية بعد أن ارتطمت الشاحنة بقوة ببناية تضم مقهى وشققاً سكنية، قبل أن تواصل اندفاعها نحو بناية أخرى تحتوي على محلات تجارية وفندقا، مخلفة خسائر مادية كبيرة.
وارتفع عدد الضحايا إلى ستة قتلى، إضافة إلى ثمانية مصابين بجروح متفاوتة، إلى جانب أضرار لحقت بالبنايتين وبسبع سيارات كانت مركونة بالقرب من موقع الحادث. وتم نقل المصابين نحو المستشفى الإقليمي لتلقي الإسعافات الضرورية، فيما سارعت السلطات المحلية والأمنية إلى فتح تحقيق بتعليمات من النيابة العامة، قصد تحديد الظروف الدقيقة للواقعة وترتيب المسؤوليات المتعلقة بسلامة الشاحنة وتجهيزاتها التقنية.
وفي الناظور، عمّ الأسى منزل أسرة السائق وشقيقه، اللذين كانا معروفين بين معارفهما بحسن السلوك وطيبة القلب، حيث وصفهما الجيران وزملاء المهنة بـ“أولاد الناس” الذين لم يُعرف عنهما سوى الخلق الحسن والاجتهاد في العمل. وقد نزل خبر وفاتهما كالصاعقة على الأسرة، التي لم تستوعب بعد فقدان اثنين من أبنائها دفعة واحدة في حادث مأساوي كان من الممكن تفاديه لولا العطب المفاجئ في نظام الفرامل.
ورغم استمرار التحقيقات، يظل وقع الفاجعة ثقيلاً على أسرتيهما وكل من عرفهما، فيما تبقى أسئلة السلامة التقنية وتدقيق المراقبة على الشاحنات مطروحة بقوة لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية مستقبلاً.









































