في إطار البرنامج الثقافي للدورة الثانية والثلاثين لمهرجان الزيتون بجرسيف، احتضنت قاعة دار الطالب عشية اليوم الأربعاء، أمسية سينمائية مميزة، خُصّصت لعرض فيلمين قصيرين للمخرج الشاب رامز الأطرش، خريج المعهد المغربي للسينما والتلفزيون، ومدير شركة الإنتاج السمعي البصري Scène Prod.
ويعدّ الأطرش أحد الوجوه الجرسيفية الصاعدة التي بصمت حضورها في الساحة الفنية بإمكانات واعدة وحس إبداعي يتجه بخطى ثابتة نحو النضج.
قدّم المخرج للجمهور فيلمين قصيرين بعنوان “الورقة المثقوبة” و**“صبرية”**، عملان يستمدان روحهما من الواقع اليومي، ويعتمدان لغة سينمائية بسيطة في شكلها، عميقة في مضامينها، تُلامس موضوعات مرتبطة بفقدان الأمل وضغوط الحياة، وتشدد على قيمة الصبر والإصرار في مواجهة التحديات. وتميّز العرض بتفاعل واضح من طرف الحضور، لما حملته القصتان من صدق بصري وحكي قريب من التجارب الإنسانية التي يعيشها الشباب.
وعقب العرض، جرى فتح نقاش مفتوح بين المخرج والجمهور، تناول فيه الأطرش مقارباته الإبداعية وخياراته الفنية، مؤكداً استعداده لدعم الشباب المهتمين بالمجال السينمائي، سواء بالتوجيه أو المواكبة التقنية. كما شدّد على أن جرسيف تزخر بطاقات قادرة على بلوغ الاحتراف إذا توفرت لها الفرص والمساحات اللازمة للتعبير.
بدورهم، دعا الحاضرون إلى ضرورة توحيد الجهود بين مختلف الفاعلين المحليين—مؤسسات وهيئات ثقافية ومبدعين شباب—من أجل تعزيز الإنتاج السينمائي بالمدينة، وخلق أرضية خصبة لاحتضان مشاريع بصرية تُجسّد هوية المكان وتبرز خصوصية اللمسة الجرسيفية.
أمسية بسيطة في تفاصيلها، لكنها كبيرة في رمزيتها، أكدت أن السينما الجرسيفية في مسار تراكمي واعد، وأن مهرجان الزيتون لم يعد مجرد محطة احتفالية، بل فضاء ثقافي مفتوح يمنح الطاقات الشابة فرصة لإبراز إبداعها وترسيخ حضورها على الساحة الفنية.











































