أسدل الستار على فعاليات دورة 2025 من مهرجان الراي للشرق، مساء السبت 26 يوليوز 2025، والذي نُظم هذه السنة تحت شعار: “مهرجان الراي بين سحر الموسيقى ونبض الإيقاع”، وسط حضور جماهيري لافت بساحة الملعب الشرفي، في أجواء احتفالية مفعمة بالحيوية والبهجة.
انطلقت الأمسية الختامية بعرض فني مميز قدّمه الفنان الشاب آدم الجلولي، الذي نجح في كسب تفاعل الجمهور بأدائه المتقن وصوته العذب، مؤكداً مكانته بين أبرز الأسماء الصاعدة في ساحة فن الراي. تلاه الفنان رشيد برياح، أحد الأصوات العريقة، الذي عاد بالجمهور إلى الزمن الجميل بأغانيه التي حفرت مكانتها في الذاكرة الجماعية لعشاق الراي.
وعلى إيقاع التناغم بين التراث والابتكار، أطلّ النجم الدوزي على المنصة ليقدّم عرضاً فنياً متكاملاً، جمع بين الحضور القوي والاحترافية الموسيقية، ملهماً الحضور بمزيج من الأغاني الحديثة واللمسات التراثية التي تعكس ارتباطه الوطيد بمدينة وجدة، مهد انطلاق مسيرته الفنية.
أما ختام السهرة، فقد كان بصوت الفنان الكبير المختار البركاني، الذي بصم على لحظات من فن الركادة، قدّم من خلالها مجموعة من أعماله التي رافقت أجيالاً وشكّلت جزءًا من الهوية الموسيقية لجهة الشرق.
سجلت السهرة الختامية حضورًا جماهيريًا استثنائيًا تجاوز 30 ألف متفرج. ويعكس هذا الإقبال الكبير مدى شغف جمهور جهة الشرق، على وجه الخصوص، بفن الراي وحرصه الدائم على متابعة عروض تعبّر عن الغنى الفني والامتداد التراثي لهذا اللون الموسيقي الأصيل.
وقد جرت فعاليات هذه الليلة على إيقاع تنظيم محكم، ساهمت في إنجاحه السلطات المحلية والأمنية تحت إشراف ولاية جهة الشرق، في تناغم تام مع اللجنة المنظمة. كما مرّ المهرجان في أجواء متميزة بفضل التنسيق المثمر بين مختلف المتدخلين، وبدعم متواصل من الشركاء المؤسساتيين والخواص، الذين أسهموا في تعزيز البنية التنظيمية وضمان جودة الخدمات اللوجستية والتقنية. كما حظيت التظاهرة بإشادة واسعة من الحضور بجودة التنظيم، كما تميزت بتغطية إعلامية مهنية واكبت مختلف فقراتها، وسلطت الضوء على تنوع العروض وسلاسة الأجواء.
و من جهتهم، أعرب الفنانون المشاركون عن سعادتهم الكبيرة بالتواجد بمدينة وجدة، سواء من أبناء المنطقة أو من الفنانين الوافدين إليها، مؤكدين أن مشاركتهم في مهرجان الراي تمثل بالنسبة لهم لحظة فنية خاصة، وفرصة للتلاقي مع جمهور يقدّر الإبداع. وعلى مدى ثلاث ليالٍ متتالية، خطّ مهرجان الراي للشرق فصلاً جديدًا من فصول الاحتفاء بالهوية الموسيقية الشرقية، مؤكّدًا مكانته كموعد سنوي لا غنى عنه في أجندة المشهد الثقافي الوطني.