في مشهد يعكس الالتزام العميق بمقاربة القرب وتفعيل آليات التتبع الميداني للمشاريع التنموية، قام عامل إقليم جرسيف، السيد عبد السلام الحتاش، بزيارة تفقدية ميدانية شملت جماعتي بركين وراس لقصر، للوقوف على مدى تقدم عدد من المشاريع المنجزة و أخرى في طور الإنجاز، والتي تندرج ضمن الرؤية الشاملة لتأهيل البنيات التحتية وتحسين شروط العيش الكريم بإقليم جرسيف.
في أولى محطات هذه الزيارات، عاين السيد العامل إلى جانبه السيد الكاتب العام، وبمعية السلطات المحلية المعنية، ممثل المديرية العامة للمكتب الوطني للكهرباء و الماء الصالح للشرب – قطاع الماء، ممثل المديرية الجهوية للانتقال الطاقي بوجدة، ممثل وكالة الحوض المائي لملوية بوجدة، المدير الإقليمي للشركة متعددة الخدمات الشرق بجرسيف، مدير مشروع تهيئة سد تاركاومادي و ممثلي الشركة المكلفة بالإنجاز، ورش إنجاز مشروع تاركا ومادي بجماعة بركين، وهو المشروع الذي بلغت نسبة إنجازه ما يناهز 72% ويراهن عليه لتأمين البنية التحتية المائية وتحسين تدبير الموارد، خصوصا في ظل التحديات المناخية ومحدودية الموارد الطبيعية.
بجماعة راس لقصر، تفقد السيد العامل مرفوقا بالسيد الكاتب العام و السلطات المحلية، المدير الإقليمي للفلاحة بجرسيف، المدير الإقليمي للشركة متعددة الخدمات الشرق بجرسيف و ممثلي الشركات، ورش تزويد ساكنة إقليم جرسيف بالماء الصالح للشرب، حيث وقف على سير الأشغال المتعلقة بإنجاز المأخذ الرئيسي للمياه، و التي بلغت نسبتها حوالي 99 في المئة، و هو المشروع الذي يشكل حلقة محورية في هذا المشروع الحيوي، و كذلك زيارة محطة معالجة المياه تاركا ومادي، والتي تمثل نموذجا واعدا في مجال التدبير البيئي، على مستوى إقليم جرسيف.
ومن المشاريع التي نالت اهتماما خاصا ضمن مجموع هذه الزيارات نذكر مشروع انجاز ساقية للري بمنطقة “زبزيط” بجماعة راس لقصر من طرف وزارة الفلاحة، و هو المشروع الذي قد نوهت الساكنة المحلية به و يؤكد على أن مياه السقي لا تزال متوفرة بشكل طبيعي و منتظم، و لم تتعرض لأي نقص أو تغيير في نسبتها.
كما شكل مشروع إحداث حقل الخروب إحدى أبرز محطات الزيارة، حيث تم الوقوف على سير الأشغال التي بلغت مرحلة الزراعة والسقي على مساحة 335 هكتار، ليكون بذلك أول مشروع من نوعه على مستوى الإقليم، ويعد هذا المشروع نمودجا للتحول الفلاحي المستدام، عبر تثمين الأشجار المثمرة ذات القيمة الاقتصادية والبيئية، وفتح آفاق جديدة للشغل والاستثمار، خاصة في أوساط الشباب و المقاولين الفلاحيين الصغار.
واستكمالا لهذه الجولة، تفقد السيد العامل مشاريع عدة مسالك طرقية بجماعة راس لقصر، من ضمنها المسلك الطرقي RP5432 على مسافة حوالي 12 كيلومتر بدوار إكلي للوقوف على مدى انجازه و إرجاع الحالة إلى ما كانت عليه قبل استعمال هذا المسلك في انجاز مشروع تزويد ساكنة جرسيف بالمياه من طرف الشركات المكلفة به، والمسلك الطرقي الرابط بين دوار سطح المغاسل ودوار بلهامل، و المسلط الطرقي الرابط بين دوار الصور و دوار روشن على مسافة 7 كلم، وذلك من أجل للوقوف على مدى جودتها.
وفي إطار هذه الجولة الميدانية، حرص عامل إقليم جرسيف على زيارة عدد من الدواوير النائية بجماعة راس لقصر، خاصة دواري تامست و تايدة، للوقوف على وضعيتها خصوصا على مستوى الخدمات الأساسية، حيث أكد السيد العامل على ضرورة إدماج هذه الدواوير ضمن الأولويات التنموية، و إعداد تدخلات مستعجلة تروم تحسين جودة الحياة وضمان العدالة المجالية.
وتندرج هذه الزيارات في إطار دينامية ترابية متجددة تسعى إلى ترسيخ ثقافة تتبع المشاريع العمومية على أرض الواقع، وضمان نجاعتها، وتجاوز إشكالات التأخير أو التعثرات التقنية التي قد تعيق تنزيل البرامج التنموية، كما تعكس هذه الجولات الميدانية إرادة واضحة لتجسيد مفهوم الدولة القريبة من المواطن، حيث شدد السيد العامل على أهمية التنسيق المحكم بين مختلف الفاعلين، وتجاوز الإكراهات التقنية أو اللوجستيكية التي قد تعترض سير الأشغال، داعيا إلى احترام الآجال التعاقدية، وضمان الجودة في التنفيذ، خدمة للصالح العام.
