اهتزت منطقة البرنوصي بالبيضاء، صباح أمس (الثلاثاء)، على وقع جريمة قتل بطريقة بشعة، راحت ضحيتها متشردة عشرينية رفقة طفلها، البالغ من العمر ثلاث سنوات، بعد العثور على جثتيهما قرب مسجد مجاور لسوق شهير بالمنطقة.
وخلال معاينة جثتي الضحيتين، وقف المحققون على وجود جروح خطيرة على رأس الضحية وطفلها، ما يرجح أنهما تعرضا للرشق بالحجارة حتى الموت من قبل المتهمين، الذين يرجح أنهم بدورهم يعيشون حياة التشرد.
وسادت حالة من الحزن الشديد بين السكان المجاورين لمسجد فاطمة الزهراء وسوق “الأكراد”، سيما بعد معاينة جثة الطفل، والتي تحمل جروحا في الرأس ممددة إلى جانب جثة والدته، بحكم أن الضحيتين كانا يحظيان بتعاطف كبير من قبل السكان، بسبب الوضعية الصعبة التي يعيشانها، إذ تقدم لهما مساعدات مالية، قبل أن ينتشر خبر مقتلهما في ظروف غامضة.
وكانت الضحية، رغم حياة التشرد، تتمسك بالعيش رفقة ابنها، الذي يرجح أنه ناتج عن علاقة غير شرعية أو اغتصاب، إذ كانت تنتابها، لمناسبات، حالة من الغضب الشديد، كلما نقلت المصالح المختصة الطفل إلى دار للرعاية، حماية له، إذ كانت تبدي مقاومة شديدة ورفضا مطلقا للقرار، قبل أن تستعيد ابنها للعيش معها، رغم ظروفها الصعبة.
وتسببت الجريمة في استنفار أمني كبير، إذ تباشر جميع المصالح الأمنية تحريات وأبحاثا لتحديد هوية الجناة، والوقوف على ظروف الجريمة، والأسباب التي كانت وراء قتل المتشردة وطفلها بطريقة بشعة.
وتحوم الشكوك حول احتمال تورط متشردين بالمنطقة، إذ تسارع المصالح الأمنية الزمن لتحديد هوياتهم وإيقافهم، للتأكد من تورطهم في الجريمة، بحكم أن هذا النوع من الجرائم غالبا ما يتورط فيه هؤلاء خلال جلسات جماعية يتشاركون فيها استهلاك الكحول الحارق أو استنشاق “السيليسيون” ومادة “الدوليو”، وغالبا ما تنتهي هذه الجلسات بخلافات حادة تسفر عنها جرائم بشعة قد تصل إلى القتل حرقا.
وفي التفاصيل، فوجئ مواطنون في الصباح الباكر بالعثور على الضحية وطفلها جثتين وعليهما آثار اعتداء، ليتم إشعار عناصر الدائرة الأمنية التي حلت بالمكان، وخلال معاينة جثتي المتشردة وطفلها، تبين أنهما مصابان في الرأس بجروح خطيرة، يرجح أنها ناتجة عن الرشق بالحجارة، وبعد إشعار النيابة العامة، أمرت بنقل الجثتين إلى مستودع الأموات، وإسناد مهمة التحقيق للشرطة القضائية.