لا حديث هذه الأيام في إحدى القرى القريبة من مدينة بني ملال إلا عن القصة الغريبة لشقيقين مهاجرين بإيطاليا، وجدا نفسيهما في دوامة من الصدمة والذهول بعد اختفاء مبلغ مالي ضخم كانا يعتقدان أنه في “أيدٍ أمينة”.
وبحسب ما أوردته مصادر محلية، فإن الشقيقين ظلا لسنوات يرسلان مبالغ مالية مهمة إلى والدهما المقيم بالقرية، قصد ادخارها إلى حين العودة النهائية والاستقرار في أرض الوطن. وقد بلغ مجموع التحويلات حوالي 900 مليون سنتيم.
لكن المفاجأة كانت صادمة، بعدما فارق الوالد الحياة بشكل مفاجئ، دون أن يترك أي إشارة حول مكان إخفاء تلك الأموال. فالرجل، الذي كان لا يثق في المعاملات البنكية، اختار أساليب تقليدية لحفظ المال، أبرزها دفنه في صناديق خشبية، أو طمره في زوايا منزله، أو حتى تحت الأرض.
عند عودة الشقيقين إلى المغرب، تفاجآ بوالدتهما تؤكد أنها تجهل كلياً مكان المبالغ المدفونة، وهو ما فتح الباب أمام بحث محموم امتد إلى كل أنحاء المنزل، وحديقة العائلة، وحتى بساتين الزيتون المجاورة، دون جدوى. لتبقى الملايين عصية على الظهور، وكأن الأرض قد ابتلعتها.
القصة أثارت موجة واسعة من التعاطف في صفوف الساكنة، وخلّفت أيضاً ردود فعل ساخرة عبر وسائل التواصل، حيث اعتبرها البعض درساً مؤلماً في الثقة العمياء، وتنبيهاً لمغاربة العالم إلى ضرورة التعامل مع المؤسسات الرسمية لحماية مدخراتهم.
وتعيد هذه الواقعة للأذهان حوادث مماثلة عرفتها مناطق قروية أخرى، حيث تتسبب طرق الادخار التقليدية في ضياع أموال طائلة، في ظل غياب ثقافة بنكية ومالية لدى بعض الأسر، خصوصاً من الجيل القديم.
ويبقى مصير “الكنز المفقود” مجهولاً، في انتظار أن تُسعف الصدفة الشقيقين للعثور عليه، أو أن تطويه الأرض إلى الأبد.