صفعت الغرفة الجنائية الابتدائية بالرباط، أخيرا، أبا بثلاثين سنة سجنا نافذا، بعدما قتل ابنه، نهاية أكتوبر الماضي، بحي قرية أولاد موسى، حينما كان ساجدا في صلاة الفجر.
ووقف الأب أمام هيأة المحكمة ليعترف بأنه يتحمل المسؤولية كاملة في القتل، وبأنه حاول الانتحار،بعد تنفيذه الجريمة داخل بيت الأسرة.
وعزا الجاني،المولود في 1971، وهو موظف بإحدى المصالح الحساسة، قتل ابنه، البالغ من العمر 26 سنة، إلى كثرة صخبه ومشاكله مع الجيران، مضيفا أنه ضبطه، أكثر من مرة، يستقطب فتيات للفساد بسطح البيت، وأنه نهره أكثر من مرة، قبل أن يستغل غياب زوجته إلى بيت والدها، وانشغال الابن في الصلاة لينهال عليه بـ “مقدة” ويرديه قتيلا.
وجلس الأب بجانب الجثة، 45 دقيقة، أتلف فيها هاتف الضحية، وبعدها خرج من مسرح الجريمة، وطلب من جزار منحه هاتفه ليتصل بابنه، ويخبره بقتل شقيقه، كما نصحه بعدم القدوم إلى مسرح الجريمة حتى لا تجره النازلة إلى القضاء.
وبعدها، عاد القاتل إلى البيت، وحاول الانتحار بطعن معصم يده وعنقه، وأخبر ابنه عناصر الدائرة الأمنية بحي النهضة بأن والده أخبره بقتل شقيقه، ليهرع الأمن ويكسر باب البيت ويجد الشاب مقتولا والأب بين الحياة والموت.
ونقل الأب إلى مركز العناية المركزة وبعد عشرة أيام تحسنت حالته الصحية، ليتم وضعه رهن الحراسة النظرية للبحث معه في القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.
وظل الأب يؤكد أمام الشرطة أن ابنه ومنذ 2018، أصبح مدمنا على تناول المخدرات بشتى أنواعها وخاصة الأقراص الطبية المخدرة ومعاشرة أصدقاء السوء، كما ورطه في مجموعة من الصراعات مع الجيران الذين كانوا يشتكون منه ومن تصرفاته العدوانية التي كانت تؤرقه ولا يقبلها، بالإضافة إلى أن الابن كان يستغل منزل الأسرة في التعاطي للفساد مع مجموعة من المومسات ولا يراعي حرمته، ويلج إليه في حالة غير طبيعية وكان يضرب عرض الحائط نصائح أبيه.
وظل الأب يعدد مشاكله مع ابنه أمام هيأة المحكمة ضمنها ارتكابه حادثة سير باستعمال سيارة محام، أثناء حراسته مرآبا بقرية أولاد موسى، وقضى بموجبها ثلاث سنوات حبسا نافذا، وبأنه حصل على قرض بمبلغ عشرة ملايين صرفها على متطلباته داخل السجن، وبعد مغادرته المؤسسة السجنية لم يتحسن سلوكه واستمر في افتعاله مجموعة من المشاكل سيما مع الجيران.
وأقرت والدة الهالك بأن زوجها أخبرها بأنه سيعمل على تصفية الابن،بسبب عدم الالتزام بنصائحه، وأنه صعد ذات مرة إلى سطح البيت وبيده سلاح أبيض قصد تصفيته، لكنه لم يعثر عليه، وبأنه كان يعرضه للسب والشتم والتهديد، مضيفة أنها كانت ببيت والديها بجماعة السهول أثناء تنفيذ الجريمة.