أظهرت بيانات رسمية صادرة عن إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) أنه اعتبارا من 24 نونبر 2024، صدرت أوامر ترحيل نهائية بحق 495 مواطناً مغربياً يتواجدون بأمريكا بشكل غير نظامي، في حين أن العدد الإجمالي للأجانب الذين صدر في حقهم القرار بلغ 1,445,549 في قائمة ICE الخاصة بالقرارات النهائية للترحيل.
وسلطت الوثيقة الصادرة عن إدارة الهجرة والجمارك، الضوء على عدة عوامل قد تؤدي إلى تعقيد عمليات الترحيل، والتي تشمل الحالات التي يسعى فيها الأفراد إلى الحصول على اللجوء، أو منع الترحيل، أو الحماية بموجب اتفاقية مناهضة التعذيب، مضيفة أن مستوى تعاون البلدان الأصلية يلعب أيضا دورًا حاسمًا في هذه العملية.
وتنص الوثيقة ذاتها، التي اطلعت عليها صحيفة “صوت المغرب”، على أن “حكومة الولايات المتحدة الأمريكية تعتقد أن كل دولة ملزمة بقبول عودة مواطنيها والرعايا غير المؤهلين للبقاء في الولايات المتحدة”.
كما أشارت إلى أن تقييم تعاون البلدان يتم على أساس استعدادها لتأكيد الجنسية، وإجراء المقابلات، وإصدار وثائق السفر، وقبول العائدين عبر الرحلات الجوية.
ويشار إلى أن المغرب، ورغم أنه ليس من بين الدول الخمس عشرة التي تعتبرها إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية “غير متعاونة” أو الدول الـ 11 التي تعتبرها “معرضة لخطر عدم الامتثال”، فإن عملية الترحيل تظل معقدة وتخضع لإجراءات قانونية وإدارية مختلفة.
وتظهر البيانات أن المكسيك تتصدر قائمة الدول التي تضم أكبر عدد من المهاجرين الذين يواجهون أوامر ترحيل، تليها دول أخرى مثل السلفادور، هندوراس، ونيكاراغوا.
وتم الإعلان عن هذه الأرقام في وقت كانت فيه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد بدأت حملة واسعة لتطبيق قوانين الهجرة، حيث منذ تولي ترامب منصبه في 20 يناير 2024، أطلق ما وصفته الإدارة بـ “أكبر عملية ترحيل جماعي في تاريخ الولايات المتحدة”، مستهدفة بذلك المهاجرين غير الشرعيين، بمن فيهم أولئك الذين ارتكبوا جرائم.
وفي إطار هذه الحملة، أعلن ترامب حالة الطوارئ الوطنية على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، كما نشر 1500 جندي لتعزيز الأوضاع الأمنية وبدأت الإدارة في استخدام الطائرات العسكرية لتنفيذ عمليات الترحيل، وعلى إثر ذلك تم اعتقال ما يقرب من 3500 مهاجر غير شرعي في مختلف أنحاء الولايات المتحدة.
وأثارت هذه السياسات الجديدة توترات دولية، حيث نشب خلاف دبلوماسي بين أمريكا وكولومبيا، بعد رفض الأخيرة قبول طائرات عسكرية أمريكية لنقل المرحلين، وبعد أن هدد ترامب بفرض رسوم جمركية وعقوبات على كولومبيا، وافقت الأخيرة على “القبول غير المقيد” للرحلات.