نجوى القاسمي | جرسيف زووم
لا حديث في اليومين الأخيرين في مدينة جرسيف ، إلا عن شبح العطش و مشكل الانقطاع المتكرر للماء الشروب في الصنابير المنزلية و تراجع الصبيب ، بمختلف الأحياء وفي أوقات الذروة، وبدون سابق إخبار وذلك في عز ارتفاع درجة الحرارة التي تتجاوز 45 درجة في كثير من الأحيان ليبقى السؤال مبهما هل هي ازمة ام سوء التدبير ؟
يعد مشكل الماء من أبرز التحديات التي تواجه سكان الإقليم، سواء في المناطق الحضرية أو القروية، لا سيما وأن الاقتصاد المحلي يعتمد بشكل كبير على النشاط الزراعي. ومع ذلك، يبقى توفير المياه من أكثر المطالب إلحاحا للسكان ، وفقا لما عبر عنه المتضررون من الانقطاع المتكرر للماء الصالح للشرب، فإن هذا الانقطاع المستمر لهذه المادة الحيوية، التي تعتبر من أساسيات الحياة، يجب أن يتم حله بشكل عاجل، خاصة وأن المدينة تتميز بكثافة سكانية كبيرة. وعلى الرغم من تواصل السكان مع إدارة المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، إلا أنهم لم يحصلوا على أي توضيح أو حل للمشكلة، بل يتلقون فقط تجاهلا أو وعودا واهية لتهدئة الأوضاع حسب تعبيرهم .
وفي ذات السياق كانت وكالة حوض ملوية باشرت برنامجا استعجاليا لضمان تزويد الساكنة بالماء الصالح للشرب، إذ عمدت إلى التنقيب عن المياه الجوفية وتجهيز الأثقاب الاستكشافية المنجزة لدعم تزويد مدن وجدة وتاوريرت وبركان وجرسيف والناظور والدريوش وبوعرفة؛ وهي المدن التي تشكل غالبية تراب الجهة، حيث عرفت التساقطات المطرية المسجلة خلال الفتـرة الممتدة من فاتح شتنبر 2022 حتى أبريل 2023 عجزا واضحا ومتباينا مقارنة بالمعدل السنوي.
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالمطالبات بكشف السلطات لحقيقة ما يجري؛ حيث عبر عدد من النشطاء عن عدم اقتناعهم بنضوب الآبار المخصصة لضخ الخزانات العمومية، بالنظر للأموال والمشاريع التي أنجزت لتأمين الماء الشروب للساكنة خلال السنوات الماضية، وما رافقها من تطبيل وتأكيد على أن المدينة ستحقق اكتفاءها الذاتي من الاحتياطي المائي الموجه للشرب خلال سنوات طويلة قادم. فإقليم جرسيف منطقة فلاحية بامتياز، وتضم مئات الآبار الخاصة التي يشغلها ملاكها في الضيعات الفلاحية المترامية الأطراف، على مدار الساعة وبدون توقف. فما مصير الأسر من هذا الوضع المحتقن منذ بداية الأزمة سنة 2022 ؟