قدم وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ووزير الصحة والحماية الاجتماعية، اليوم الأربعاء 10 يوليوز 2024، عروضا خلال اجتماع اللجنة المشتركة بين لجنتي الثقافة والقطاعات الاجتماعية. تناولت العروض تعاطيهم مع أزمة كليات الطب، حيث يقاطع الطلبة الدروس والامتحانات بشكل شامل منذ أكثر من ستة أشهر. حمل الوزراء الطلبة مسؤولية تقديم “مطالب غير موضوعية”، في حين تحدث نواب عن وجود “جهات حكومية” تستفيد من الأزمة.
كان الاجتماع محتدما ، حيث لم يُعقد إلا بعد انسحاب المعارضة من آخر جلسة للأسئلة الشفوية بسبب عدم تفاعل الحكومة مع طلب مناقشة الاحتقان داخل كليات الطب. وجه نواب من المعارضة اتهامات إلى “أطراف حكومية” والقطاع الخاص بالاستفادة من الوضع المتأزم داخل كليات الطب.
بدأ الاجتماع بين الوزيرين والبرلمانيين بنبرة حادة، حيث احتج البرلمانيون، وعلى رأسهم إدريس السنتيسي، رئيس الفريق الحركي، على حديث وزير الصحة والحماية الاجتماعية خالد آيت الطالب بدلاً من وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف ميراوي. واعتبروا أن ميراوي هو الذي قاد الحوار مع الطلبة، وبالتالي هو الأولى بالحديث.
واتهم بووانو القطاع الخاص المستثمر في الصحة، بتأزيم الوضع في كليات الطب والصيدلة، لأنه هو المستفيد وفق رأيه، مشيرا إلى أن القطاع الخاص في الصحة بات يملك أزيد من ثلث الأسرّة المخصصة للمرضى في البلاد.
وفي نفس السياق، رأى بعض النواب أن نهج الحكومة في الحوار حول هذه الأزمة يتسم بالغموض واللبس، مشيرين إلى أن هناك جهات تسعى، حسب قولهم، لدفع احتجاجات الطلبة إلى طريق مسدود. و أكد النواب أن الحكومة تهدر الزمن السياسي والاجتماعي، وتهدر الإصلاحات أيضاً، بسبب طريقتها في الحوار، ليس فقط فيما يتعلق بطلبة كليات الطب، بل في قطاعات أخرى أيضاً. وطالب النواب بوضع حد لهذا المشكلة فوراً من خلال إعادة الطلبة المطرودين، وإعادة جدولة الامتحانات، ومعالجة المطالب المعقولة للمحتجين المتعلقة بالجانب البيداغوجي. كما عبّروا عن استعداد البرلمان الدائم للوساطة، رغم وجود من يعارض هذه الوساطة حسب قولهم.
اخيرا لخصت الوزارة النقاط العالقة والتي التزمت بها بشرط اجتياز الامتحانات واستعادة السير العادي للكليات، إعادة البت في العقوبات التأديبية، وتعديل بيان النقط وتعويض نقطة الصفر بالنقطة المحصل عليها خلال الدورة الاستدراكية للفصل الأول، إلى جانب إمكانية استكمال التكوين بعد النجاح في الامتحانات مع برمجة التداريب الاستشفائية من أجل استدراك الفترات التي تمت مقاطعتها انطلاقا من الموسم الجامعي المقبل مع الحرص على استكمال جميع التداريب بخلافها الزمني الكامل.