لم تخطئ التوقعات التي رشحت جهة الشمال لتكون الأكثر عرضة لمخاطر الحرائق، وذلك في آخر تحيين للخريطة التي أعلنتها الوكالة الوطنية للمياه والغابات الجمعة، إذ سجلت جماعة أحد غربية بإقليم طنجة أصيلة، أمس الأحد، حريقا أتى على حوالي 20 هكتارا، معلنا بذلك بداية موسم الحرائق المخيف للساكنة.
ووفق مصادر محلية، فإن الحريق الذي شب في الجماعة القروية حد غربية، الواقعة بين أصيلة وطنجة، لم يطل الملك الغابوي بالمنطقة، بل هم بعض حقول الحبوب المحصودة، واقترب من الوصول إلى منازل بعض المداشر التابعة للجماعة.
وقال عبد الحق السويحلي، رئيس جماعة أحد غربية، إن “الساكنة فوجئت أمس بالنار التي اشتعلت بشكل مفاجئ؛ ربما بسبب زجاجة، وذلك نتيجة الحرارة المرتفعة، وانتشرت بسرعة بحكم رياح الشرقي التي تعرف بها المنطقة”.
وأضاف السويحلي، مستدركا: “لكن الحمد لله كانت هناك اتصالات سريعة بالسلطات والوقاية المدنية التي حضرت عناصرها إلى المكان، وبمساعدة شباب المنطقة تمت السيطرة على الحريق من دون تسجيل خسائر في الماشية أو الأرواح”.
ونوه رئيس الجماعة القروية بتدخل الساكنة للمساعدة على إطفاء النيران سريعة الانتشار، “عبر استعمال صنابير بيوتها من أجل التدخل والتحكم في هذا الحريق”، مؤكدا أن “المساحة التي احترقت تمثل حوالي 20 هكتارا، وتحتوي على أشجار الزيتون البري والصفصاف وبعض المحاصيل؛ فيما ساهمت رياح الشرقي القوية في انتشار النيران”.
وتابع المتحدث ذاته: “الحمد لله لم تسجل خسائر مادية كبيرة بالنسبة للمواطنين. جميع الدواوير تكاثفت والناس استعملوا جراراتهم الخاصة في عملية الإطفاء”، لافتا إلى أن “هذا الحريق يأتي بعد مجموعة من الاجتماعات في العمالة والإقليم، صبت جميعها في موضوع مكافحة الحرائق والتحسيس بمخاطرها”.
وعبر المسؤول ذاته عن شكره عناصر الوقاية المدنية ومختلف المتدخلين على فاعلية التدخل لإطفاء النيران، معبرا عن أمله في “توفير صهريج مائي على مستوى كل جماعة، يتدخل بشكل فوري لإخماد الحريق، ولا نبقى ننتظر قدوم شاحنات الإطفاء والإمدادات من المدينة أو المركز التي تتطلب قطع مسافة ووقت”، وفق تعبيره، ولافتا إلى أن “الدعم جاء من مدينة أصيلة والجماعات الترابية المجاورة”، وزاد: “لولا التدخل السريع وتضافر جهود الجميع لكانت النتائج كارثية، بسبب تقارب المنازل والغطاء النباتي سريع الاشتعال، ولوصلت الحرائق إلى جماعة بريش”، قرب أصيلة.