لمدة أسبوعان | تقديم دعم مدرسي و نفسي للتلاميذ لإستعداد جيد لإمتحانات الباكالوريا

ياسين بن رمضان29 مايو 2024Last Update :
صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
نجوى القاسيمي | جرسيف زووم

نحن على أبواب امتحانات الباكالوريا، وفي سنة تميزت بالسير غير العادي للدراسة  و صعوبة استكمال المقررات الدراسية، في أعقاب الهدر الذي طال الزمن المدرسي بسبب احتجاجات الأساتذة لتغيير بنود النظام الأساسي الذي يؤطر مهنة التعليم ،  فقد خصص  للمترشحين و المترشحات اسبوعان للدعم و المراجعة تخللتهما  حصص للدعم النفسي لما لذلك من  أثر على مردودية الممتحنين . وبين مطرقة الآمال الشخصية وسندان الضغوط الاجتماعية والمراجعة المكثفة، يعد التوازن عاملا مهما في تعزيز فرص النجاح.

 استعدادات مغايرة في ظل التحديات

بالرغم من التحديات التي تواجههم، فإن روح الإصرار والتفاني تسود بين الطلاب، حيث يعبرون عن رغبتهم الشديدة في تحقيق نجاح متميز في الامتحانات، وتحقيق أهدافهم الأكاديمية المستقبلية .

“آية” تلميذة بثانوية  الحسن الثاني التأهيلية بمدينة الرباط تخصص علوم فيزيائية  باللغة الفرنسية  صرحت لجريدة  جرسيف زووم  أنه لا يفصلهم سوى تسعة عشرا يوما لاجتياز امتحانات الباكالوريا فيما تسارع هي  الأخرى في ضبط وقت المراجعة خلال الفترات الصباحية أثناء  جلوسها في المنزل و المسائية بعد دروس الدعم التربوي  الذي مكنها من  معالجة التعثرات الموجودة لديها، و تابعت التلميذة أية قائلة ” إني أركز على المواد العلمية كالرياضيات و الفيزياء مقارنة بالفلسفة و الإنجليزية في حين أحاول ان أشتغل على امتحانات سابقة و التمارين التي تتكرر ، مضيفة في معرض حديثها أن مقرر مادة الفيزياء تم إنهاؤها مع مراعاة الأستاذ لعدم السرعة في الشرح و عبرت عن فرحتها عند انتهاء آخر امتحان لها هذا اليوم . وبينت في إفادتها لجريدة العلم أن هناك بعض فقرات من الدروس تم إلغاؤها من طرف الحكومة لتدارك الزمن المتبقي لإتمام المقررات الدراسية .

من جانبه أكد التلميذ “مهدي” تخصص التربية الرياضية بنفس المؤسسة أن تخصصه ليس مختلف عن البقية لكن الاختلاف يكمن في حصص التدريب الذي يتلقاه في الفترة المسائية بالمؤسسة الى جانب المواد العلمية التي تدرس في الفترة الصباحية ،  في حين اكد أن استعدادات البكالوريا لا تبدأ في الأشهر الأخيرة  فيما عبر عن تأسفه لما هدره من الوقت  في عدم الاستعداد باكرا للامتحان.

و أضاف المتحدث ذاته الذي يتابع دراسته بثانوية الحسن الثاني أشار إلى أهمية الدعم النفسي من قبل أولياء أموره الذين يشجعونه في  المضي قدما و التفكير في تحقيق  أحلامه.

أي دور للدعم المدرسي و النفسي للتلاميذ في الاعداد الجيد خلال فترة الامتحانات ؟

الإستعداد للامتحان له  أبعاد ثلاثة أولها نفسي ويشمل الوعي و تدبير حالة الشعور بالقلق و الخوف، ثانيها معرفي و ينص على دراسة  مراجعة المفاهيم و القواعد  ما يضمن إلماما وفهما و استيعابا كافيا لمضامين المواد و البعد الثالث منهجي  يتمثل في طرق الدراسة و سبل اجتياز الامتحان في ظروف مواتية ، خاصة ان هاته السنة كانت  استثنائية  طبعتها تحديات  همت الزمن المدرسي

في هذا الإطار صرحت  “هاجر مريج ” أستاذة التعليم  الثانوي بإقليم مولاي يعقوب لوسائل إعلامية مختلفة انه يتم تفعيل ورشات تواكب فترة الاعداد  ضمن أنشطة الحياة المدرسية ،  نشاط  استفاد منه تلاميذ الباكالوريا بمؤسسة  التعليم الثانوي بإقليم مولاي يعقوب من خلال تقديم مهارات  تقلل نسبة التوتر و القلق و ضبط الوقت للمراجعة .

وفي ذات السياق أوضح  أزنار منسق اجتماعي بثانوية دار السلام  التأهيلية  مقاطعة اليوسفية  بالرباط، أنه في هاته الفترة  ينقسم العمل  الى  ثلاث مستويات  أولها الإنصات و المواجهة التي  تتميز بالمتابعة الشخصية للتلاميذ الذين يعانون من بعض العثرات  في الدراسة التي لا يتجاوز عددهم 20% من تلاميذ المؤسسة ، حيث أضاف في معرض  حديثه لجريدة “جرسيف زووم” انه يتم تنظيم موائد مستديرة ولقاءات تثقيفية هدفها التبادل الثقافي بين التلاميذ ،  من جانب اخر  ندوات و لقاءات تواصلية وورشات التوجيه  تضم غالبية التلاميذ  وأما الجانب الأخير يحرص المنسق و من معه على تنظيم لقاء حواري توجيهي للوقوق على جوانب اللبس لدى التلميذ على سبيل المثال، تدبير نقاط كطريقة معاوضة ، و استفادة من مراجعة جميع المواد  وورشات معنونة بالتغذية السليمة في فترة الامتحان ، وبالمشاركة مع الموجه الذي غالبا ما يحاول الإحاطة بأفاق التخصصات . إضافة الى إتاحة الفرصة لكل تلميذ التحدث عن تجربته الشخصية .

وأوضح أن طريقة الانصات المباشر تكون في جرد الحالات التي تكون مهيأة في ملف  التكييف الذي تعطى له الأولوية ،خصوصا التلاميذ الذين يعانون من وضع صحي يخضعون للامتحان بطريقة مكيفة مع وضعيتهم الصحية كما أن البعض يحتاج إلى مرافق خلال الامتحان.

زرع الإيجابية  

قضى التلاميذ منذ بداية أزمة النظام الأساسي قرابة ستة أسابيع خارج الفصول الدراسية، حيث تسببت الإضرابات التي خاضها الأساتذة رفضا للنظام  تعثر التحصيل الدراسي، إلى تأثر نفسية التلاميذ بمختلف مستوياتهم ما يثير مخاوف أولياء الأمور حول سلامة الصحة النفسية لأبنائهم خلال هذه الظرفية التي يشهد فيها قطاع التعليم توترات غير مسبوقة.

وفي هذا الصدد قال الدكتور المتخصص في علم النفس الاجتماعي، “محسن بنزاكور” إن الدعم النفسي يهتم به القطاع الخاص  عكس القطاع العام إذ يتم الإستدعاء من طرفهم أخصائيا في المجال النفسي في محاولة الاستعداد النفسي للامتحان و هذا الامر له بعد من خلال معرفة  التلميذ الفرقب  بين التوتر الحاد و التوتر الطبيعي الذي يعقب الامتحان .

و تابع ” ان القطاع الخاص يهتم بجانب التواصل و تحفيز الآباء و توعيتهم  بالدور السلبي للضغط بالإضافة الى  التعامل معهم بطريقة تخفف عناء الامتحانات . في ما شدد على التوافق بين ما يتلقاه التلميذ و ما يتلقاه الآباء و التوازن النفسي الذي يعقب ذلك.

عبر الدكتور بنزاكور عن أسفه كون الدعم النفسي ليس عاما في المدارس العمومية الا إذا قامت جمعية الآباء الواعية باستدعاء متخصصين لكن هاته العملية تكون ضئيلة جدا   وذكر ان التلميذ لا يدرك ولا يطلب هكذا نوع من المساعدة فالمسؤولية تقع على الراشدين .

وختاما يتضح لنا بشكل جلي وواضح دور الدعم بشتى انواعه، ومدى نجاعته في إحداث تطور نوعي وجذري في حياة التلاميذ ومساعدتهم على الاندماج داخل النسق التربوي.

 

Breaking News

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept