يعتبر الاهتمام بالمآثر التاريخية والحرص على حماية معالمها من بين أبرز الأسس التي تنادي بها عدد من المنظمات والهيئات الحكومية، على اعتبار أن حماية القلاع والحصون التاريخية وإعادة الاعتبار لها يشكل إحدى الأسس الرئيسية للمحافظة على الهوية المغربية.
تشكل قصبة امسون بإقليم جرسيف، إحدى أهم المراكز الأثرية المغربية، إلا أن هذه المكانة ظلت وعلى مر السنين الماضية حبيسة رفوف وجلسات الخطابات الرسمية والندوات المتعلقة بالمحافظة على المآثر التاريخية
ويشكل الإهمال والتهميش الذي تتخبط فيه قصبة امسون، نموذجا صارخا لما تعانيه عشرات المآثر التاريخية بالمغرب من إهمال، لن يساهم إلا في تقزيم الهوية الحقيقية لهده المآثر وإتلاف أجزاء كبيرة من معالمها، كان بالإمكان تداركها عبر فتح أوراش إصلاح حقيقية تعيد الاعتبار لهذا الموقع الأثري.
والزائر حاليا لقصبة امسون يقف عند هول التدمير الذي لحق بها و إنهيار بعض من أسوارها و بناياتها.
أسست قصبة امسون على ربوة تطل على وادي امسون من طرف السلطان المولى إسماعيل لما نزل بالمنطقة سنة 1091 هجرية ، حيث أنزل بها مائة فارس من البعيد بعيالهم و أولادهم.
و قد أخذت القصبة تسميتها من المنطقة المتمركزة فيها ، حيث سمي الوادي ب ” امسون ” و التي كلمة أمازيغية تعني ” مالح ” و ذلك لملوحة مياهه.
و كان للقصبة شهرة بالمنطقة و ذلك لعمارتها من قبل هوارة حيث إتخذوها مركزا لهم و سوقا أسبوعيا تأتيه القبائل من كل حدب و صوب، إلى حدود بداية ستينيات القرن الماضي حيث ظهرت أسواق أخرى بالمنطقة خصوصا مع إرتفاع وتيرة الهجرة القروية و ظهور تحولات على مستوى نمط عيش القبائل،ما ترتب عنه فقدان قصبة امسون لمكانتها الإجتماعية و الإقتصادية،بحيث عرف سوقها الأسبوعي تراجعا ملحوظا و إلى اليوم إلى أن هُجر نهائيا.
و قد أصبحت هاته المعلمة التاريخية تعاني من الإهمال و عدم الترميم و خطر الإنهيار و ذلك عائد إلى غياب إستراتيجيات واضحة من الجهات الوصية لحماية تراث إقليم جرسيف.