فضحت صورة استقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لرئيسة وزراء إيطاليا جورجا ميلوني، إلى جانب تقرير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى المجلس الأمن بخصوص الصحراء، زيف الادعاءات الإسرائيلية ونفاقها للمغرب في قضيته الوطنية.
وأظهرت الصورة استقبال نتنياهو لميلوني عدم اكتراث إسرائيل للقضية الوطنية المغربية، حيث ظهرت خريطة المغرب خلفه مبتورة، ولم هي الخريطة التي يضعها نتنياهو في مكتبه وتضم جزءا عريضا من القارات الإفريقية والآسيوية والأوروبية.
في السياق ذاته، كشف التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة بخصوص قضية الصحراء، عدم إصدار إسرائيل لموقف رسمي معتمد لدى الهيئة الأممية، حيث ورد في التقرير في النقطة رقم 24 عبارة “قيل إن رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، أعلن في رسالة موجهة إلى الملك محمد السادس في 17 يوليوز قرار إسرائيل الاعتراف بسيادة المغرب على إقليم الصحراء الغربية وأنها تبحث فتح قنصلية في مدينة الداخلة”.
وأبدا تقرير غوتيريس الموجه إلى مجلس الأمن أن الاعتراف الإسرائيلي لم يتم بما يمكن للأمين العام أن يراه اعترافا رسميا، حيث اكتفى بعبارة “قيل” ولم يتحدث بلغة مؤكدة من قبيل “أعلنت إسرائيل اعترافها بسيادة المغرب على إقليم الصحراء”.
ويذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي “أعلن للملك محمد السادس قرار إسرائيل الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء”، كما ورد في بلاغ سابق للديوان الملكي، وجاء هذا الاعتراف تحت ضغط المطالب التي تدعوها إلى إبراز موقفها الرسمي من القضية الوطنية المغربية.
وبالرغم من بعث نتنياهو برسالة إلى الملك محمد السادس، إلا أنه لم يصدر أي موقف رسمي يعلن فيه من جانبه فحوى الرسالة أو مضمونها، مما يبرز الخبث الإسرائيلي ولعبها على وترين، وهي التي طالما حاولت منذ توقيع الاتفاق الثلاثي رفع مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط إلى سفارة دون أن تنجح في ذلك.
وتعالت الأصوات منذ بدء معركة “طوفان الأقصى” بطرد مسؤول مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط دافيد غوفرين، والتراجع عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وأثارت الجرائم الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني غضب المغاربة، حيث تم تنظيم مسيرات ووقفات احتجاجية في عدد من المدن المغربية، وتم إطلاق حملة الكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي مطالبة بطرد غوفرين، وتجاوز عدد التدوينات في وسم #اطردوا_ممثل_الكيان_المحتل على فيسبوك 21 ألف تدوينة.
ويذكر أن إسرائيل سحب جميع موظفيها من مكتب الاتصال بالرباط بدعوى “الخوف من الاحتجاجات” المناهضة لجرائمها في قطاع غزة والتضامنية مع فلسطين.
وقبل ذلك، أثار مسؤول مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط دافيد غوفرين زوبعة بعد اتهامه بالتحرش مغربيات، حيث تم سحبه لشهور قبل أن تقرر إسرائيل إعادته إلى مهامه، وهو الأمر الذي سبق للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع أن اعتبرته “إمعان في إهانة المغرب كدولة، وانتشاء بإذلال المغاربة” من طرف الإسرائيليين.
وأشار المرصد إلى أن إعادة تعيين غوفرين جاء “رغم كل ما سبق أن قام به بحق الدولة المغربية ومؤسساتها وسيادتها وقضاياها الوطنية، بل ورغم جرائمه بحق مواطنات مغربيات من استغلال جنسي” وفق تعبير بلاغ صدر شهر يوليوز الماضي.
من جهتها، استنكرت المبادرة المغربية للدعم والنصرة، يومها، عودة “غوفرين” للمغرب، معتبرة الخطوة “عنوانا لاحتقار وإهانة لكرامة وشرف النساء المغريات اللواتي تم الاعتداء عليهن في مكتب العار الصهيوني”.
وأشارت المبادرة إلى أن عودة غوفرين جاءت “بعد قرار تجميد عمله لما يقارب السنة، على إثر اتهامه بالمسؤولية عن فضيحة وجريمة التحرش الجنسي والاعتداء على نساء مغربيات بمكتب العار الذي كان يرأسه”.