عاش المستشفى الإقليمي بمدينة ابن جرير، بحر الأسبوع الماضي، على وقع كارثة طبية، حيث تم إخضاع سيدة تبلغ من العمر 33 عاما لعملية قيصرية بشكل مستعجل دون تخديرها، بسبب افتقار مصلحة الولادة بالمستشفى لطبيب اختصاصي لأزيد من شهر لأسباب غير معروفة، حيث أشرفت على هذه العملية طبيبة صينية، كانت قد طالبت بداية بإجراء عملية الولادة بشكل طبيعي، قبل أن تحدث الكارثة عندما تم فصل رأس الجنين عن جسده، الذي بقي عالقا في رحم الأم.
واستنادا إلى المعلومات التي حصلت عليها «تيلي ماروك» من مصدر خاص، فإن الطاقم الطبي بقيادة الطبيبة الصينية المذكورة تمكن بعدها من إخراج باقي جسد الطفل، بالرغم من أن العملية قد أجريت بدون تخدير صحيح، ليتم بعدها بيوم واحد إعلام الزوج من قبل الإدارة بضرورة العمل على إصدار الأوراق الخاصة بدفن الجنين، وإخراجه من مستودع الأموات، وهي اللحظة التي كشفت المستور، إذ وبعد أن تمكن الزوج من رؤية الجنين اتضح له أن الأمر لم يكن عاديا، قبل أن يعلم أن وفاة ابنه لم تكن كما تم إعلامه، بل نتجت عن خطأ طبي ومهني فادح، حيث أكد على أنه سيلجأ إلى القضاء من أجل إنصافه، كما أنه يعتزم تنظيم وقفة احتجاجية رفقة عائلته بالمدينة، من أجل إظهار كامل الحقيقة.
وحسب المعطيات ذاتها، فقد أكد مصدر للجريدة بالمستشفى أن الطاقم الطبي شك بعدها في كون السيدة كانت تعاني من مرض، أثناء حملها، الشيء الذي لم يساعدها أثناء الولادة بشكل مثالي، مشيرا إلى أن الجنين يمكن أن يكون قد توفى داخل رحم الأم، قبل إجراء عملية الولادة، وهو الشيء الذي نفته تصريحات الزوج لمجموعة من المنابر الإعلامية المحلية، حيث أكد أن صحة زوجته كانت ممتازة، وهو ما تثبته الفحوصات التي خضعت لها خلال زياراتها المتكررة والروتينية إلى المستشفى، من أجل تتبع حالتها وحالة الجنين.
وخرج عدد من أقارب السيدة ليؤكدوا في مجموعة من الفيديوهات المتداولة، على أن الأخيرة «تعرضت للإهمال من قبل المسؤولين بالمستشفى المذكور»، مشيرين إلى أن الأم عانت من «آلام فظيعة خلال العملية الأولى، وأثناء إجراء العملية القيصرية التي أجريت دون تخدير من أجل إخراج جثة الجنين»، مؤكدين «تورط إدارة المستشفى في محاولة طمس الحقيقة، ومحاولة تمويه الأب الذي فطن إلى وفاة ابنه بخطأ طبي فادح».
فيما فند مصدر «تيلي ماروك» من داخل المستشفى كل هذه الادعاءات، حيث أكد «أن الجنين كان قد توفى بالفعل داخل رحم والدته، وقبل إجراء عملية الولادة الأولى التي أشرفت عليها طبيبة صينيةمحترفة».
هذا، وأشار المصدر نفسه إلى قدوم لجنة تفتيش خاصة من المديرية الجهوية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بمدينة مراكش، والتي حلت بالمستشفى الإقليمي بابن جرير، نهاية الأسبوع الماضي، حيث سيتم فتح تحقيق في هذه القضية التي هزت الرأي العام وحركت مواقع التواصل الاجتماعي.
كما سيتم فتح تحقيق مواز في شأن غياب طبيبة الإنعاش، والذي سبق أن رفعت بشأنه مجموعة من الشكايات من قبل السكان وعدد من الجمعيات الحقوقية بالمدينة.
فيما قررت أسرة السيدة الثلاثينية تنظيم وقفة احتجاجية تصعيدية، أمام مقر عمالة الإقليم، وأمام المستشفى حيث تمت العملية.